أعلام مغربية

بقلم: عبدالرضي لمقدم

إدمون عمران المالح كاتب واديب مغربي يهودي معارض للصهيونية ولقيام دولة إسرائيل، ولد في 30 مارس1997 بمدينة أسفي الساحلية الصغيرة الهادئة المطلة على المحيط الأطلسي وتوفي في 15نوفمبر 2010 في مدينة الرباط. أوصى عمران المالح بأن يدفن جثمانه في مدينة الصويرة، المدينة التي نشأ وعاش بها طويلا وكتب فيها أكثر إنتاجاته الأدبية، التي ترجمت إلى عدد من اللغات. ينحدر أصله من عائلة يهودية مشهورة سابقا في مدينة الصويرة، أصوله أمازيغية و ينحدر من قبيلة آيت عمران بجنوب الأطلس. اختار البقاء في المغرب في الوقت الذي كانت فيه الحركة الصهيونية تنشط لكي تشجع اليهود على الهجرة إلى أرض إسرائل وهو الموضوع الذي توقف عنده كثيرا في روايته (ألف يوم ويوم) التي نشرها في نهاية الثمانينيات. فضل الهجرة إلى فرنسا بسبب مواقفه المعارضة لنظام الحسن الثاني ,سافر إلى باريز سنة 1965 لكي يشتغل كمدرس لمادة الفلسفة، و يعمل كصحافي. عاد بعد تحسن الأوضاع نسبيا في مجال حقوق الإنسان بالمغرب ليستقر في الرباط منذ 1999 إلى غاية وفاته بتاريخ 15 نوفمبر 2015

المولد والنشأة:

ولد إدمون عمران المالح يوم 30 مارس 1917 في مدينة أسفي المطلة على المحيط الأطلسي بعدما هاجرت إليها عائلته ذات الأصول الأمازيغية من أقصى شرق سوس جنوب المغرب تربى إدموند عمران وسط تعايش كبير بين المغاربة اليهود والمسلمين في مدينة أسفي.

الوظائف والمسؤوليات:

اشتغل إدمون المالح مدرسا لمادة الفلسفة بمدينة الدار البيضاء وصحافيا في جريدة “ليسبوار” (الأمل)، وكتب باسم مستعار هو عيسى العبدي في مواضيع متنوعة شملت الثقافي والفني والسياسي والاجتماعي، حيث أنجز تحقيقات اجتماعية عديدة عن العمال والفلاحين وعمال ميناء الدار البيضاء. رحل إدمون المالح إلى فرنسا عام 1965 واشتغل مدرسا للفلسفة وكتب في منابر صحفية متعددة منها صحيفة لوموند

الرصيد السياسي

ناضل إدمون عمران المالح استقلال المغرب. وتخلى عن نشاطه السياسي عام 1959 وبعد أحداث 23 مارس 1965 الدامية ومعارضته حكم الملك الراحل الحسن الثاني والكثير من قراراته، اختار الهجرة الطوعية إلى فرنسا. لم تؤثر غربته لنحو 35 سنة في صلته وارتباطه القوي بالمغرب وقضاياه، وعاد إليه عام 2000 ليستقر في مدينة الصويرة ويواصل فيها الكتابة.

نُقل عنه قوله مرات عديدة:

«”أنا مغربي يهودي لا يهودي مغربي، مناضل عربي وطني، أحمل بلدي المغرب أينما ذهبت”.»
معارضته لسياسة تهجير اليهود المغاربة نحو إسرائيل عدل
عارض إدمون المالح بشراسة تهجير الآلاف من اليهود المغاربة نحو إسرائيل في منتصف الستينيات، وفند الأطروحات الصهيونية التي سعت لتبرير ذلك، وقال بوضوح:

«”لا أعرف أية دولة اسمها إسرائيل”»
. دافع عن قضية الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال الإسرائيلي، وأصدر بيانا عن مجزرة جنين عام 2004 بعنوان “أنا أتهم”، دان فيه الوحشية الإسرائيلية.

كما أدان عمران المالح العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واعتبر الصهيونية حركة عنصرية تتباهى بقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، ورفض توظيف “المحرقة اليهودية” لتبرير الصهيونية واستغلالها اليهود الذين ماتوا أو لم يموتوا فيها. رفض ترجمة أعماله إلى العبرية حتى لا تتاجر إسرائيل بأفكاره، وتمنى الصلاة في القدس عندما تتحرر من الاحتلال.

مساره الأدبي:

بدأ عمران المالح في الكتابة والتأليف عام 1980 وهو في سن 63، وقال عن نفسه وهو الأستاذ الجامعي إنه دخل عالم الكتابة بالصدفة. انطلاقته نحو عالم الكتابة كانت في باريس حيث اشتغل على نشر الكتب والتعريف بها في الصحافة الفرنسية، ومنها جريدة لوموند وصفت كتاباته بأن لها هوية مركبة كسرت القواعد المألوفة في السرد الأدبي والنقد، شملت الرواية والنقد الأدبي والفني. رغم أنه كتب باللغة الفرنسية، فإن اللغة العربية حضرت في مؤلفاته وإبداعاته التي ركزت على المبادئ الإنسانية وقيم العدالة والمساواة ورفض الظلم. كما اهتمت كتاباته بتاريخ النضال من أجل استقلال المغرب وبالهوية الثقافية واللغة الأم والسيرة الذاتية، والتعريف بالطقوس والعادات المغربية، وكذلك بقضية التعايش والتسامح الديني في المغرب وقضية الشعب الفلسطيني، وفضح الصهيونية.

المؤلفات :

ترجمت جل أعماله الفرنسية إلى اللغة العربية، وظل مرتبطا بالقراءة والكتابة وأدمنهما وفاء لعبارته الشهيرة “ما دمت أقرأ وأكتب فأنا موجود”. ألف إدمون عمران المالح نحو عشرة كتب منها :

المجرى الثابت عام 1980
أيلان أو ليل الحكي عام 1983
ألف عام بيوم واحد عام 1986
عودة أبو الحكي عام 1990
أبو النور عام 1995
حقيبة سيدي معاشو عام 1998
المقهى الأزرق: زريريق عام 1998
كتاب الأم عام 2004

جوائز وأوسمة:

حصل إدمون المالح على جائزة الاستحقاق الوطني (أرفع جائزة ثقافية وأدبية رسمية تُمنح في المغرب) عام 1996 عن مجموع أعماله، ونال عام 2004 وسام الكفاءة تقديرا لإنتاجه الأدبي ولمواقفه الوطنية

اترك رد