الحرب الصامتة

بقلم: أحمد عنج

من المظاهر والافات السلبية التي تنخر جسم المجتمع ظاهرة حوادث السير التي تقطف عددا هائلا من الارواح سنويا دون أن تثير انتباه و أسف المجتمع المدني على فقدانها ،فما بال هدا الصمت الغريب وغياب الاهتمام بهدا الجانب؟

لقد بلغ عدد قتلى حوادث السير، خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2019،حسب بلاغ للاجهزة الرسمية للدولة المغربية 1357 قتيلا.
وتعود الأسباب الرئيسية لحوادث السير حسب نفس البلاغ ، إلى عدم احترام ، السرعة القانونية بنسبة 38.8 في المائة، وعدم الانتباه بنسبة 27.5 في المائة، ثم عدم التحكم بنسبة 14.2 في المائة، بالإضافة إلى التجاوز المعيب بنسبة 2.9 في المائة.
فان كانت تتداخل في هده الظاهرة عدة عوامل، العامل البشري والبنية التحتية ونوعية السيارات، إلا أنه ما يلاحظ من خلال الدراسات التي كشفت أن أبرز الأسباب التي تؤدي بشكل مباشر إلى وقوع حوادث السير هي العامل البشري خصوصا عدم احترام مستعملي الطرق قوانين السير والسلامة الطرقية .
وجوابا على السؤال السالف وكما يستشف من البيانات والمعطيات المتوفرة ،والامر الثابت ان هدا التقتيل المجاني ،يمارس من طرف افراد المجتمع في حق المجتمع ،فهو ليس بفعل مخرني بل تهور مجتمع لم يضبط نفسه بعد على احترام نفسه والالتزام باحترام قانون يصون حياة افراده ،فهل نحن فعلا مجتمع متفكك الاوصال لا نهتم بصالح المجتمع متى كانت سلبيتنا السبب المباشر في تدمير حياة البشر والاسر التي تشكل نواة المجتمع .

فالملاحظ حين نرصد تجاوز في استعمال السلطة او تقصير في أداء خدمة عامة من طرف مسؤول نقيم الدنيا ونقعدها في حين نلود الصمت المطبق عما يرتكبه بعضنا من تقتيل وازهاق ارواح ،وتشريد اسر بحرمانها من معيلها وضامن قوتها .
أمر جيد ان نرصد بل ونتربص بكل متلاعب بالمصلحة العامة وحق المواطن ،لكن لا يجب أن يغيب عن دهننا أن المتلاعب ليس فقط من هو جالس على كرسي المسؤولية .فلا جريمة تفوق جرم القتل .
فأن كان شعار اللجنة الوطنية للسلامة الطرقية (لنغير سلوكنا )فعلا علينا ان نغير سلوكنا على مستوى استعمال الطريق ،بل طريقة تفكيرنا ومعالجتنا لقضايانا والرقي بالمجتمع وتنويره ومعالجة اعطابه وآفاته ،فالاعتراف بأخطائنا بداية الاصلاح ،ومن يرد خيرا لهدا الوطن فليكن خيرا .

اترك رد