تصبحون على وطن…

بقلم: احمد بركوك

 اشتد الوجع بالزوجة، ونحن نطوي المسافة، الرابطة بين امنتانوت ومراكش، نسارع الزمن حتى لا نضطر لوضع مولودنا الجديد في مراكزنا الصحية باقليمنا العزيز، كانت الوجهة احدى المصحات الخاصة، مجبراخاك لا بطل… بين الفيلات الفاخرة بالحمراء،اضعنا الطريق المؤدية الى الامومة، وعلى عجل قصدت احد حراس السيارات اساله عن الزقاق المؤدي الى هذه المصحة. اشار لي الحارس ان اتجه صوب مجزرة فركوس وانعطف يمينا… موك يا موك… اصبحت شوارع مراكش، مدينة سبعة رجال، تعرف بـ”فركوس”وامثاله من اثرياء الفن الهابط. بعد ان كانت تعرف برجالاتها السبعة كابي العباس السبتي الذي خصه أبو الحسن البوجمعوي الدمناتي بتأليف في مناقبه، وضمن ابن الزيات التادلي آخر كتابه “التشوف” أخبارا وافية عنه سماها “أخبار أبي العباس السبتي”، وترجم له بعض المشارقة كالإمام النبهاني في كتابه “جامع كرامات الأولياء”وابن عباد والقاضي عياض ….. أعودُ.. أعودُ لطـاولـتي…..لا شيءَ معي..إلا كلمات اليوم شوارعنا وازقتنا تنسب إلى حثالة من المطربين، وبعض الحلايقية وإلى الْمُغنِّي او المغنية الذي يمثلنا في “ستار أكاديمي” …. أُغنية واحدة قذفت بهم إلى المجد• كما كانت أغنية “دي دي واه” شاغلة الناس ليلاً ونهاراً، على موسيقاها تُقام الأعراس، وتُقدَّم عروض الأزياء، وعلى إيقاعها ترقص مراكش والبيضاء وجميع مدن المملكة السعيدة والعالم االعربي من الماء الى الماء، ليلاً، ويذهبون إلى مشاغلها صباحاً. لم يحزنّي أن مطرباً بكلمتين، أو بالأحرى بأغنية من حرفين، حقق مجداً ومكاسب، لا يحققها أي كاتب عربي نذر عمره للكلمات، بقدر ما أحزنني أننا اليوم نناقش كلمات البغرير والغريبة على مواقع التواصل الاجتماعي والجرائد الصفراء.

زاد الهم….. بعد الإنتشار السريع الذي حققته اغنية «عطيني صاكي» للشابة زينة الداودية، انتشرت أغنية جديدة تحت عنوان “حك ليلي نيفي” لفرقة “PSquare” الأغنية عرفت إقبالا كبيرا، عبر مختلف الفئات العمرية، خصوصا الشابة منها، حيث تجاوز عدد مشاهدي فيديو الاغنية خلال يومين فقط من اطلاقه عبر اليوتوب إلى ما يناهز مائتين ألف مشاهد، في حين ان المكتبات ودور السينما تغلق يوما على صدر يوم. مع ذلك نتابع بقهر تلك الرسائل الهابطة المحبطة التي تُبث على قنوات الغناء، ارشف رشفة من قهوتي الصباحية وقد حضرني قول “ستالين” وهو ينادي، من خلال المذياع، الشعب الروسي للمقاومة، والنازيون على أبواب موسكو، صائحاً: “دافعوا عن وطن بوشكين وتولستوي”. اما عندنا فقد قـرّر رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، وضع قانون الخدمة العسكرية على طاولة النقاش، وذلك خلال أشغال المجلس الحكومي، ا في ذكرى ثورة الملك والشعب. وقلت لنفسي مازحا، لو اشتعلت حرب الرمال من جديد، لَمَا وجدنا أمامنا من سبيل لتعبئة الشباب واستنفار مشاعرهم الوطنية، سوى بث نداءات ورسائل على الفضائيات الغنائية، أن دافعوا عن وطن الداودية وباطما والمجرد وفركوس وأخواتهم …. فلا أرى أسماء غير هذه لشحذ الهمم ولمّ الحشود. خويا صغير باغي يكمي…. خويا حك لي نفي,,,, خويا خد الباننة,,,,,, «حسنا سأخلع سروالي فهو الذي يشعرني بالحر.. ها هو، لقد خلعته وها أنا بسروالي الداخلي الصغير. أنا لا اشعر بالحر الآن سألعب الحجلة.»

اترك رد