حول أمية النبي صلى الله عليه وسلم

بقلم: مصطفى الشنضيض

قال بعضهم إن محمدا صلى الله عليه وسلم كان مثقفا قارئا ولم يكن أميا.

أقول لهم:

1. إن كان قارئا عبقريا وكتب القرآن بيده، لماذا لم يأت عربي عبقري مثله أو أكثر عبقرية منه فيما بعد بكتاب مثله أو أجود منه، منذ ذلك الحين. فلا إبراهيم بن سيار النظام ولا القاضي عبد الجبار ولا أبو علي الجبائي، ولا أبو الحسين البصري ولا البقالاني ولا الزمخشري ولا الجويني ولا الغزالي من أذكياء العالم، ولا من غير المسلمين جاء بشيء مثل هذا. وهذا يعرفه أهل الاختصاص وليس الأعاجم لغةً الذين يعيشون على المترجمات من المستشرقين وغيرهم.
2. لو كان سيدنا محمد هو الذي كتبه، لكان قد كتبه بأسلوب بشري في ترتيب الآيات والسور، فيبدأ بقصة آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم أبناؤه ثم موسى ثم عيسى ثم نفسه الشريفة، ولكان الكتاب على منهج بشري معين مرتب الأفكار، وليس بالطريقة التي هو عليها الآن من تفريق قصص الأنبياء خلا قصة سيدنا يوسف.
3. لو كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو من كتب القرآن، لما ذكر ما يسوءه من كل التنبيهات الربانيه له، وتلك الآيات التي فيها ذكر حسن لليهود كقوله تعالى:”وأني فضلتكم على العالمين” وغيرها التي “قد” تجعلهم منافسين لأمته في الخيرية.
4. لو كان هو من كتب القرآن، لما كتب “الصابؤون” مخالفة للمعطوفات، ولما كتب في سورة محمد ” وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ” و”أوزارها”، مخالفة الترصيع والسجع ب(هم) في أواخر الجمل.
5. ذكر القصص التي سبقت في التوراة والإنجيل دليل أن المُنَـزِّلَ واحد سبحانه، وليس ذلك دليلا على أن النبي قد نقل من الكتب السالفة بالضرورة. فالله لن يغير “أقواله” من تنزيل إلى تنزيل آخر، فهي قصص حقيقية وقعت فعلا في التاريخ وليس لها إلا وجه واحد.
6. ثم، متى نقل عن السابقين؟ في رحلته القصيرة مع عمه وهو واقف تحت شجرة عندما زاروا بحيرا الراهب، أم عندما أخذته زوجته خديجة إلى ورقة بن نوفل الذي لم يكن يعرفه؟؟ ومتى نقّح المعلومات واختار الأصلح منها الذي سيضمنه كتابه؟ ووقع كل ذلك ولم يروه أحد ممن كانوا حوله حتى من المشركين واليهود الذين كانوا متربصين به ويبحثون له عن أدنى خطإ.؟
7. لو كان قارئا لكتب قبل ذلك، ولقال الشعر كباقي القرأة في عهده، ولجهز أفضلها ليدخل بها المنافسات أيام الحج.
8. لماذا تأخرت عبقرية سيدنا محمد إلى سن الأربعين، فالعبقري تظهر بوادر عبقريته في سن مبكرة، فيلمس أقرانه وذووه فيه ذلك منذ الصغر، وليس إلى الأربعين من عمره.
9. لن أذكر أمر الإعجاز عمدا لرأيي المعروف في هذا الأمر، وليس نسيانا.
10. كما أتمنى من أصحاب الهرمينوطيقا أن يستعملوا مناهجهم على السور المدنية وليس فقط المكية، ولننظر في نتائجهم.

اترك رد