لقاح كوفيد 19 بالمغرب بين الانجاز العلمي والاعلان السياسي

بالواضح

تداركا لما وقع فيه المختبر البيوتكنولوجي لكلية الطب والصيدلة بالرباط، لوحظ مؤخرا أن مدير المختبر البروفيسور عز الدين الابراهيمي، أسهب بشكل لافت في خرجاته الاعلامية وهو يتحدث عن مسار المشروع العلمي المؤدي حتما حسب فهمنا الى ابتكار لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، حيث تطرق البروفيسور الابراهيمي الى انجاز مغربي غير مسبوق دوليا إذ تم بفعل هذا المختبر فك شفرة أزيد من 3000 من الجينومات ذات خصائص مغربية.

إن هذا الانجاز العلمي أبان عن كفاءة الخبرات المغربية وهو ما نثمنه عاليا كإعلام، كما نحيي ذكاء البروفيسور الابراهيمي الذي ترك باب الاعلان عن أي خبر يهم تطوير اللقاح إلى الفاعل الحكومي، باعتباره أكثر الجهات المخول لها بإعطاء الخبر وحيثياته لما تتحمله من مسؤولية سياسية أمام الرأي العام الوطني والدولي.

لقد جرت العادة أن تكون مهمة العالِم والخبير والتقني محصورة في توفير المعلومة ووضعها بين يدي صانع القرار ليصوغها بالطريقة التي يراها مناسبة، وفقا لمجريات الأحداث على الساحة الدولية، لأن خبر قرب التوصل أو التوصل إلى لقاح ضد فيروس كوفيد 19، هو خبر نوعي وتاريخي وجب على السياسي أن يختار مكان وزمان إعلانه.

لقد تتبعنا كإعلام باهتمام بالغ الخرجات الإعلامية للسيد مدير المختبر، فتكوّن لدينا انطباع عن أن المملكة المغربية بهذا الإنجاز الذي حققه المختبر؛ أصبحت في مصاف الدول الرائدة على مستوى البحث العلمي الموجه إلى تطويق فيروس كورونا المستجد، وهذا ليس بغريب على الكفاءات العلمية المغربية التي أصبح بعضها يتبوأ مكانة مرموقة عالميا، بل أصبحت من أهم الشخصيات اللافتة للانظار في مغارب الأرض ومشارقها، يتقدمهم البروفيسور منصف السلاوي إلى جانب الدكتورة خديجة الشرقاوي والدكتورة سارة بلالي وآخرون. ومن جهة أخرى، إذا كنا نتتبع بشغف كبير وافتخار واعتزاز لا مثيل لهما كل ما يصدر عن البروفيسور عز الدين الابراهيمي من بشائر خير، فإننا بنفس القدر وعلى نفس المستوى على أحر من الجمر الطلعة الوشيكة للمسؤول السياسي ليضع النقط على الحروف مفرجا عن آمال كل المغاربة لإعلانه خبرا يتوج به هذه المجهودات العلمية التي ستؤدي حتما إلى تطوير اللقاح ضد فيروس كورونا بأياد مغربية انسجاما مع انتظارات الرأي العام الوطني التواق إلى رؤية هذه النتائج العلمية واقعا على الأرض.

اترك رد