محمد نصرات مخرج ياقوت وعنبر لسعيد عيسى المعزوزي ” هادي هي طريقك ولا غادي تولي شومور “

سعيد عيسى المعزوزي 

لم أتوقع أن أقف عند فراسة مخرج سلسلة ياقوت و عنبر بعد 33 سنة ، يوم لقنني فيه محمد نصرات درسا لن أنساه !

ففي يوم هادئ يخرج الشاب المولع بالموسيقى و العزف على آلة الإيقاع ” الباتري ” ، ليجد تحت نافذة بيته تجمعين روتينين بشكل يومي ، أطفال الدرب و كل يشند ظالته  بــ ” زنقة لالة غنمية ” أو بما اشتهرت ” سبع تلاوي – درب الأخيار ” أو الحومة الولادة بتعبير أهل سلا.

فيلفت إنتباهه فريق يلعب الترومبيا و عند الإستراحة يصبح الشجار سيد الحي ، و آخرون منشغلون في جلب علبة كارتونية ” ديال الزيت ” ليصنعوا منها كاميرا تقف على عمود قصب و تبدأ صرخة ” آآآآآآآكشنن ” و من قائلها !!! المعزوزي …

ثم يلتفت السيد محمد نصرات يمينا و يسارا ، فيتوجه إلى الفرقة المشاغبة و كأنه يريد تنقية المكان من ضجيجهم الذي ملئ الأجواء ، ليفر أطفال الحي جملة واحدة دون رجعة .

ثم ينتقل محمد نصرات ، إلى زاوية اختارها المخرج الطفل في آنه ، و لا مفر مما صنعت يدي ، فيقف محمد نصرات متأملا قائلا : ” واكملو …يالله بغيت نشوف …

فتتفتح شهية طفل يبحث عن القيادة و إدارة الأشياء مند نعومة أظافره ، فأقول بصوت غاضب ممتلئ بالطاقة آكشن آكشن يالله يالله خويا محمد خلانا …

يبدأ المشهد المرتجل …كلام في الهواء و حوار مقتبس من مسلسل مغربي أو مصري ، ليأتي الدور على محمد نصرات .

فيأخد بيدي قائلا :

أنا عارفك داسر و باسل و لكن شوف ، دير دسارتك و بسالتك في هذا الشي و راك تمشي بعيد و تولي مشهور و علاش لا نجم كبير وهادي هي طريقك ولا غادي تولي شومور  .

ثم يدخل محمد نصرات إلى بيته ، ونبدأ إعادة المشاهد من جديد و أنا ألعب دور المخرج الآمر الناهي الدكتاتور في كل شيء .

لقد كان محمد نصرات أحد شباب مدينة سلا العتيقة عاشق للعزف و الموسيقى مند شبابه ، تدرج في الفنون و رحابها إلى أن قدم عمله الدرامي الجديد شدت إليه رحال جل الأسر المغربية في شهر يمر في ضل حجر صحي و بنكهة خاصة .

محمد نصرات ، كان رفيق درب ثلة من الأسماء الكبيرة مند بداية مشواره ، حيث كان يقطن في منزل يجاور مسكن المخرج المغربي أحمد بولان و إخوته ، حيث مرت طفولة و شباب الكل في مراحل بحثية صرفة عن الذات و التألق .

جدير بالذكر أن منذ مشاهدة المغاربة لمسلسل ياقوت و عنبر ، بات حي و منزل محمد نصرات محط زيارة بعد ساكنة الجوار الذين يعرفونه عن قرب ، بل بدأ البعض يتداول صور البيت عبر وسائط الرسائل الفورية مثل ” واستاب  “.

و قد عمل محمد نصرات مع المخرج أحمد بولان إبان عودته الأخير إلى المغرب، حيث كان مكلفا بتنفيذ إنتاج الفيلم الأمريكي ” شهرزاد ” الذي تم تصويره بالمدينة العتيقة سلا و الذي شكل بداية مسار محمد نصرات قبل 20 سنة من بداية كتابة هذه الأسطر.

محمد نصرت ، ذلك الشاب الذي رحل عن المدينة العتيقة لسلا في صمت ليعود إليها من خلال تجسيد لدراما مغربية في قالب جديد ، أقل ما يمكن القول عنه أنه دخل نادي الأعمال الرمضانية الناجحة التي تركت المغاربة يتحدثون عنها بين الحولين، و هو ما حدث السنة الماضية في مسلسل ” الماضي لا يموت ” من بطولة الفنان رشيد الوالي و الفنانة فاطمة خير حيث ترك المسلسل أثرا طيبا عند المشاهد المغربي داخل و خارج الوطن .

اترك رد