ألميرية: معاناة المغاربة مع شركة تحتكر نقل الأموات

بالواضح – أحمد الضاوي/ ألميرية

بعد أن أحدثت الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج صندوقا مخصصا لنقل جثامين المغاربة المتوفين بعيدا عن الوطن الأم، إذ تتكلف الدولة بمصاريف نقلهم نحو بلدهم  تخفيفا على عائلاتهم عناء الكلفة التي تتراوح مابين ثلاثة ملايين سنتيم و ست ملايين سنتيم مغربي ، إلا أن المعاناة تبقى مستمرة في بعض الدول الأوربية خصوصا الجارة الاسبانية.

وتعد محافظة ألميرية نموذجا صارخا لمعاناة أقارب المتوفين من المعاملات اللاأخلاقية من طرف مسّيرة لشركة خاصة بنقل الموتى  التي احتكرت القطاع بشكل أثار الشكوك لدى الجالية المقيمة بالمنطقة عموما ولذوي الموتى خصوصا، فقبل انتشار نبأ وفاة أحد المغاربة إلا وتجد مسّيرة الشركة السباقة إلى عين المكان متربصة بعائلة  وأقارب الميت بكلام كله نبرة آلام ومواساة مقدمة عروض المساعدة والخدمات التي توفرها.
و أكدت مصادر  لجريدة “بالواضح” أن المسّيرة العجوز للشركة بمجرد حصولها على موافقة الأهل ووضع يدها على الميت داخل مستودع الأموات التابع لها تشرع في تغيير لهجتها وأسلوبها في التعامل مستغلة حالة الحزن وصدمة الموت التي يعيشها الأقارب  سواء المتواجدون بإسبانيا أو الذين ينتظرون الميت على أحر من الجمر داخل المغرب، مع درايتها التامة بمقولة ”تعجيل الدفن إكرام للميت” عند المسلمين.
وذكر أحد الأقارب في تصريحه، أن السيدة العجوز تتغير معاملاتها فور وضع جثة الهالك داخل ثلاجة المستودع  الكائن ب داليا التابعة لبلدة لاس نورياس، وهو عبارة عن مرآب أرضي أقيم تحت _ الفيلا _ مكان إقامتها، ولاتتجاوز مساحته 150 مترا مربعا يحتوي على ثلاجات معدودة على أصابع الكف الواحدة ، يتوسطه سرير إسمنتي لوضع الهالك عليه وتغسيله ، وفي الجوار غرفة صغيرة على شكل مطبخ يضم بعض أدوات اللازمة لغسل الميت مع غياب النظافة التامة ، في حين لايتوفر المستودع على قاعة خاصة بتلقي العزاء أثناء التغسيل وإلقاء نظرة الوداع على الميت كما هو معمول به داخل مستودعات الشركات الأخرى.

كما أكد شاهد عيان أن مسّيرة الشركة جد متعصبة وسليطة اللسان تبدأ في التماطل وإبداء عدم رغبتها في نقل الميت متحججة بتماطل الجهات المغربية في دفع التكاليف ومن تم تستعمل أسلوب الابتزاز والصراخ في وجه الأقارب ” إذا أردتم التعجيل بترحيله إجمعوا النقود وإدفعوا التكلفة حالا ، أنا لا أحب إنتظار حكومتكم المتماطلة لكي تسدد عنكم…..هيا إذهبوا فأنا مشغولة ليس لدي وقت أضيعه معكم ” ثم تنصرف في إنتظار ضحية جديدة  تملأ بها أحد ثلاجاتها وإغتنام نقل جثتين على متن سيارة واحدة وبثمن مضاعف. بل وحتى الموتى لايسلمون من سوء معاملتها لهم أثناء النقل.
ورغم دعوة بعض الحقوقيين والفاعلين الجمعويين لمسّيرة هذه الشركة بضرورة تغيير أسلوبها في التعامل مع الموتى وأقاربهم مع إحترام حكومة المغرب أثناء كلامها، إلا أن الأمر يستمر كما كان أو نحو الأسوأ في حالات أخرى.

وفي ذات السياق دعوا إلى إحترام الإطار المرجعي لبرنامج ترحيل جثامين المواطنين المغاربة المعوزين إلى أرض الوطن ، الذي يشدد على الجهات المعنية بتتبع عمليات الترحيل في جميع مراحلها بما فيها انتقاء شركات نقل الأموات…يتبع من خلال تحقيق خاص.

اترك رد