إلهام القادري… أول مغربية سترأس عملاق الصناعة البلجيكي مجموعة “سولفاي”

بالواضح – متابعة

الأمر يتعلق بعضو جامعة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، إلهام القادري.

حين كانت بعد طفلة تعيش بالدار البيضاء، أخبرتها جدتها بأن المرأة لديها سبيلان في الحياة، بيت زوجها أو القبر. لكن هذان الاحتمالان لم يكونا مغريين لها، فعملت بقول جدتها: “عليك أن تبحثي عن مخرج آخر”.

هذا المخرج بالنسبة لها، وفق ما تورده صحيفة “لوموند” الفرنسية، كان التعليم، الذي يعني الحرية، حرية اختيار أين نعيش وكيف نعيش وبمن سنتزوج.

إنها إلهام القادري، امرأة مغربية في 49 من عمرها، تحمل اليوم الجنسية الفرنسية أيضا. كان يمكن باكرا أن يقرر المجتمع عنها ما ستكون عليه، لكن بفضل وعيها المبكر بما أرادت أن تكون عليه مستقبلا، وإصرارها على اختيار طريقها، صارت اليوم ما تريد، وربما بعضا مما تريد، فأحلام/أهداف امرأة من هذه الطينة قد تكون أكبر من هذا بكثير.

إلهام القادري عُينت الثلاثاء 9 أكتوبر 2018، مديرة عامة لمجموعة سولفاي البلجيكية، إحدى المجموعة الأوروبية الرائدة في المجال الصناعي، ورئيسة للجنتها التنفيذية.

هذه المجموعة التي أسست عام 1863، ويبلغ رقم معاملاتها أزيد من 12 مليار يورو، منذ أشهر وهي تبحث عن شخصية محنكة تقودها، خلفا لرئيسها الفرنسي جون بيير كلاماديو الذي عين، ماي الماضي، رئيسا لمجلس إدارة المجموعة الطاقية الفرنسية “إنجي”.

بعد بحث طويل، داخل أطر المجموعة وخارجها، لا سيما في عالم الكمياء، اهتدت لجنة الترشيح التي يرأسها المفوض الأوروبي السابق، إيف-تيبو دي سلجوي، إلى ما وصفته “لوموند” بـ”الطائر النادر”، الذي اسمه إلهام القادري.

إلهام القادري ترأس اليوم ومنذ عام 2017، شركة ديفرسي الأمريكية، المتخصصة في التكنولوجيات وخدمات التطهير، ويرتقب أن تلتحق بمجموعة سولفاي بداية العام القادم، على أن تشتغل رفقة الرئيس الحالي كلاماديو لفترة انتقالية تمتد لشهرين، ثم ستصبح رئيسة للمجموعة، رسميا، بداية مارس 2019.

في أول تعليق لها على هذا التعيين، قالت القادري في تغريدة على حسابها بتويتر: “لي الشرف بأن أعين رئيسة لمجموعة سولفاي، كما تشرفني الثقة التي وضعها مجلس الإدارة في شخصي”.

بالمقابل، أكد رئيس مجلس إدارة المجموعة، نيكول بويل، أن “معرفة القادري بالأسواق الاستراتيجية، وروحها الموجهة نحو العملاء، وقدرتها على بناء رؤية تعبوية، تجعل منها القائد الذي تحتاجه المجموعة لتسريع تحولها الثقافي وتحرير إمكانات نموها”

مسار إلهام القادري في سطو:

ولدت عام 1969 بالدار البيضاء، ونشأت بهذه المدينة إلى أن هاجرت إلى فرنسا لإتمام دراساتها العلمية العليا في الأقسام التحضيرية، ثم جامعة ليون الأولى، وبعد ذلك درست بجامعة لافال في إقليم الكيبك بكندا.

بعد نيلها لشهادة الماستر في الفيزياء والكيمياء عام 1991، ولجت المدرسة الأوروبية للكيمياء في ستراسبورغ، ثم بدأت بعد سنتين تحضير دكتوراه في الكيمياء-الفزيائية الجزيئية، شهادة نالتها عام 1997.

ذات السنة، ستبدأ القادري مسارها المهني في مجموعة شيل البترولية في بلجيكا، ثم بعد ذلك ستلتحق بشركة ليونديل بازيل في فرنسا، المتخصصة في البتروكيمياء، ولاحقا في 2002، بشركة UCB البلجيكية، المتخصصة في الصيدلانية البيولوجية.

بين عامي 2005 و2017، ستشتغل القادري في عدد من الشركات الأمريكية، بمناصب متعددة ومختلفة، آخرها رئاسة مجموعة ديفرسي للتكنولوجيات وخدمات التطهير، ثم في الـ9 من أكتوبر 2018، عينت رئيسة لمجموعة سولفاي البلجيكية.

اترك رد