إما أن ننتصر أو ننتصر

بقلم: نجية الشياظمي

قلبي مع أولئك الذين يخرجون ويغامرون بأنفسهم ويعرضونها للخطر من أجل الحصول على لقمة العيش، عار علينا ان نتركهم يصارعون من أجل البقاء لوحدهم، لقد جاءت ساعة الحسم لنكون أقوياء ببعضنا البعض، فلم يعد لدينا خيار فإما أن ننتصر او ننتصر، دروس هذه الازمة كثيرة وها قد بدأت تتجلى أمام أعيننا واولها التضامن و التكافل ،نعم علينا ان نحس بالآخرين ،علينا أن ندرك معاناتهم، علينا أن نوفر لقمة العيش للجميع حتى لا يضطر المحتاجون لمغادرة بيوتهم بحثا عن رغيف غير مبالين بما يعرضون له أنفسهم و أهاليهم من خطر ، الآن فقط سيبدو لنا مدى استيعابنا للدرس وفهمنا للامتحان العسير الذي نعيشه على وجه كوكب الأرض، العالم كله أصبح قرية صغيرة موبوءة، ولم يصبح هناك فرق ولا فضل لأحد على أحد ،لقد أصبحنا سواسية نعيش نفس المعاناة، نخاف من نفس المرض ونأخذ نفس الاحتياطات ، ونعيش نفس الرعب، هناك على بعد آلاف الأميال وفي ما وراء البحار أدركنا هذا ،فكيف يغيب عنا هذا الشعور وسط مع من نعيش معهم، وسط اهلنا واخوتنا، لحمنا ودمنا ، حقا سيكون الأمر فظيعا حينما ننقسم إلى فئتين، فئة مطمئنة لديها كل ما تحتاجه في البيت ولا تحمل هما ، وفئة أصبح رعبها الوحيد هو الخوف من الجوع. وضمان القوت لأن الجوع حقيقة ربما هي أقرب من حقيقة المرض مع ان كلاهما هلاك وضياع ، لقد حان الوقت لنستفيق جميعا لنعلم أننا جسد واحد، قلب واحد ،لن يرتاح بعضه بينما يعاني بعضه الآخر، لن نستطيع النجاة بهذه الوسيلة، وحتى وان نجونا من الجوع قد لن نستطيع النجاة من الوباء ، لأن المنظومة التي يعتمد عليه الشفاء غير مكتملة، هناك خلل يجب تقويمه و تصحيحه، خلل قد لا نعيره نفس الاهتمام لكن له نفس النتيجة. عدم ضمان القوت لهؤلاء الضعفاء سيساعد على انتشار المرض ،هذا الوباء الذي نراه الآن ينتشر بين الناس كانتشار النار في الهشيم.
التكافل والتضامن و التآزر هو الحل، و هذا هو اقوى وأنبل ما يوحد البشر. حان الوقت لنرجع الى آدميتنا إلى انسانيتنا لنحس لبعضنا البعض لنكون جسدا واحدا نفرح لأفراح بعضنا البعض و نحس بأوجاع بعضنا البعض

اترك رد