إن شانئك هو الأبتر …

بقلم: نور الدين ودي

إن التشنيع والتنقيص ، والقدح واللمز في شخص نبينا وحبيبنا محمد ﷺ ، هو أمر جلل وخطير ، قد يسقط صاحبه فيما لا يحمد عقباه ، بانتحاله لصفة الكفر وانتسابه لأهل النفاق ، وإنتهاكه لشخص النبي ﷺ وحرمته ، وانتقاص لصاحب الوحي والنبوة ، مما يؤدي إلى امتعاض وإِسْتِياء للقلوب المُحِبَّة لسيدنا النبي ﷺ ، واستفزاز لمشاعر المسلمين عامة ، وهو طعن صريح في الدين الإسلامي وشريعته التي ندين بها ، وقد كفانا ربنا سبحانه وتعالى ، أن تكفل بحمايته ورعايته ، ونصره وعصمته ، والدفاع عنه ، وحفظ رسالته ” قرآنا وسنة” في حياته ومماته ﷺ ، ويكفينا فخرا ونشوة ، قوله سبحانه في سيد الخلقﷺ “ورفعنا لك ذكرا ”
ولا يستحقون منا لغطاً استنكاريا، ولا تنديدا إندفاعيا وان كان بشكل حضاري وأخلاقي ، ويصدق فيهم قول الشاعر
لو كل عاو عوى ألقمته حجراً … لأصبح الصخر مثقالاً بدينار
، والآيات القرآنية كثيرة تخفف عنا ما يُسَنُّ لهذه الشرذمة الضالة ، هداهم الله إلى الحق والصواب ؛
“إن لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ، وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا” وأنهم “يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍۢ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُورًا ، وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ” ، وأنَّ ٱلَّذِينَ “شَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَٰلَهُمْ” ، ” وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” ،” وإن شانئك هو الأبتر “…..
وقد ينقسم هؤلاء القوم إلى ثلاثة أصناف ؛
منهم المارقون الدهريون اللادينون ذوو النزعة الإلحادية ، إذ لا هَمَّ لهم إلا التشويش على معتقدات المسلمين ، والتحريض على استفزازهم ، وإثارة شكوكهم ، وصدهم بإلهائهم وتنفيرهم ، واستماثة إغرائهم ، واستغفالهم بالمكر والكيد لتشويه ، هذا التآزر الديني الملحمي ، والتأثير على الإجماع الوطني ، والتوافق المجتمعي ، والتضامن الإجتماعي ، وهم يُنقبون على الشهرة والصيت على حساب الدين ، وإرضاء طاطا الإلحاد ، ثم التطبيع والإعتراف مثل “كيف كيف” و”مالي مالي ” من طرف مؤسسات أجنبية داعمة ومساندة .
إن طعنهم دليل على غفلتهم العدائية ، وجهلهم المستهجن بخير البرية ﷺ ، حيث أن عباقرة الغرب وعظمائها ؛ أثنوا عليه وبَجَّلوه ونَفَحوا عنه ، حتى قال بعضهم ” لو عرفوه لأحبوه ” ونسوا أن إسم محمداﷺ أكثر الأسماء انتشارا في العالم وأكثر ذكرا بالصلاة والتسليم عليه .
وإن هجومهم عليه ﷺ – بين الفترة والأخرى – دليل وبرهان ؛ أنهم اختنقوا ذِرعا برجوع أكثر المسلمين التزاما بدينهم ، وتمسكاً بسنته ، واقتفاءً لأثره ، وخاصة مع هذا الوباء الجائح ، بل تضايقوا بدخول الغرب والعجم إلى الدين الإسلامي ، وتصالحِ كثير من دول أوروبا وأمريكا مع دين محمد ﷺ ، ودخولهم أفواجا تدينا والتزاما ، متلعثمين ب “…وأشهد أن محمدا رسول الله ” ، والسماح برفع الآذان وإقامة الشعائر الدينية ، واحترام الخصوصيات الإسلامية .
ولما هذا الصخب ، ولا يحاسب مثل هؤلاء الأقزام الماقتين ، ويحق إمتثالهم وإنجرارهم أمام القضاء والعدل ، بتهمة المجاهرة بجريرتهم النكراء ،
ولما لا يصدر قانون تكميم الأفواه ، عقابا للمستهترين بالمقدسات الدينية أو الوطنية على السواء ، عبرة لمن سوَّلت له نفسه التنكيل بنبي الله ﷺ ، في دولة تدين بالإسلام ، ومَلِكٍ حفظه الله ، أمير المؤمنين ، وحامي الملة والدين ، وسليل النسب الحسني الشريف ، والدوحة الهاشمية الإدريسية الغراء ، وسبط النبي الفواح . وأن لا تقع الفتنة التي هي أشد من القتل !!! بين طائفة المُحبين وشرذمة المتنطعين الطاعنين ، إذ لا غرو أن لا نحتفل رسميا بميلاد سيد الخلق ، ولا نتغنى بأوصافه وشمائله ، ولا نقبل الإساءة للرحمة المهداة ﷺ ، وازدراء النعمة المزجاة للبشرية جمعاء ،
ومع الأسف الشديد ، الصنف الثانية الذي لا نكترث له غفلة وإستسلاما ، لظاهرة مستفحلة من أبنائنا وفلذات أكبادنا ؛ من يجاهرون تفاخرا وتطاولا واستبلادا بسب الجلالة والذات الإلهية ، والطعن في دينه ولمز نبِيِّه ﷺ ، ولا يواجهها الآباء وأولياء الأمور بالإباء والإستنكار ، ثم التربية بالتنبيه والتوجيه ، وبعدها المحاسبة واللوم والعقاب ،
وصنف قدح في السُّدة النبوية استظرافا أو تنكيثا ، وقد اعترف بزلته ، واعتذر على عثرته ، وأقر بانزلاقه ، فلا لوم عليه ولا عتاب ، ونحن أهل القرآن موجهين ب “خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين” ، “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ”
وبدون مزايدة ؛ أن مقدار حبنا ودفاعنا على حبيبنا محمد هو إتباع سنته ، والإنقياذ لدينه “وما أتاكم الرسول فخذوه ، ومانهاكم عنه فانتهوا ”
ومع كل هذه المحن ، وتطاول أهل الزلل ، والخطب جلل ، وعزة المؤمن مثل الثريا فوق الثلل ، منح ربانية وعطايا سخية بالصلاة والسلام على خير البشر بلا ملل ، “وإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين “

اترك رد