الإجهاض: جدال في جدل

بقلم: أحمد عنج

تصاعدت في الايام الاخيرة وثيرة المناداة بالحقوق والحريات الفردية وانبرى لها اتجاهات فكرية ودينية ،وان النقاش العمومي بالشأن العام امر محمود له فضائل كثيرة وايجابيات بجعل المواطن في صلب اهتماماته اليومية وهده هي اهم وظيفة للنقاش العمومي الهادف لاصلاح اعطاب مجتمع متآكل ولا يعي من مشاكله الا سطحيتها بسبب تناحر الاطياف السياسية التي ترمي لنا قشور  الاشكاليات  بدل لبها .

حادثة إجهاض روعت الاطياف السياسية بالمغرب واخرجتها من صمتها وسكينها اللديذة ،كما اخرجت خفافيش من جحورها المظلمة ليطلقوا جميعهم العنان لالسنتهم لا عقولهم ،وكل يدلي بدلوه المثقوب في جب جف مائها ،اخطئوا الوجهة فلن يعودوا الا بما يقول المثل العربي الشهير (خفي حنين ).

فالكل يعلم والمغاربة قاطبة ان ظاهرة الاجهاظ امر محرم مقيث غير أخلاقي ،لكن مجتمعنا يتعايش معه سرا مند ازمنة بعيدة ،وممارسة الجنس خارج الاطار الشرعي ملازمة للوجود البشري مند نشأته الى حين يوم البعث ،وخير دلالة على تطبيع اجدادنا مع هده الظاهرة المثل القائل واعتذر لذكره (لي عطا حنكو لهلا يفكو،)وهذا خير مثال على تقديس الحرية الفردية للاشخاص في امر اللواط او مايسمى بالمثلية الجنسية فالمفهوم واحد ،والعلاقات الجنسية الغير الشرعية وتبعاتها.
ان فتح ورشة للنقاش العمومي في هدا الامر ليس الا محاولة  لذر الرماد في عيون الجمهور والركوب على قضايا بسيطة مناسباتية لتسجيل الحظور  على الساحة السياسية والفكرية لكيانات وأطياف سياسية فاشلة لم تستطع تثيب وجودها في قضايا جوهرية يعاني منها المواطن والمجتمع المغربي،حيث وكأنها  حققت كل مطالبه واشبعت جميع  حاجاته ولم يبقى منها الا الحرمان والاطهاد الجنسي ،

النظال والدفاع عن الحقوق الفردية والجماعية له أخلاقيات وأولويات ، ايها المتنابزون ،يجب نهج سياسة فعالة تستجيب للأهم قبل المُهم مناقشة الاحتياجات الاولية والضروريات الملحة  لا رفع درجة الاحتقان في المجتمع  ،  فنحن لم نجب بعد عن الاشكاليات العريضة وإيجاد معادلات سياسية وإجتماعية لحل لغز الخبز ،والجوع والتهميش ،وفي هدا فليتنافس المتنافسون ،،،ام من يتحدث باسم الشعب ينطلق من وضعه الشخصي والحمد لله تتوفر له جميع الخيرات ولم يبقى له الا موضوع الجنس وتبعاته أهو حرام أم حرية شخصية او ..نزوة ،،او ….؟
وجوابا على ما  اقول ما قاله سبينوزا في معالجة لمسألة الاخلاق (الشعور بالرغبة هو بداية الوعي بالشهوة) وانا أقول الوعي لن يكون سلبيا أبدا وهو المحدد لسلوكيات الإنسان ،فبدل حشد الأفراد لمناصرة قضية اتركوا لهم كلمة الفصل بدون إملاءات واعيدوا  لهم وعيهم المسروق حتى تقترن معرفته بنفسه بمعرفته بما يدور حوله  .فبقدر ما تعي النفس داتها يزداد سلطان تعقلها ويقل تأثرها بالسلبي وبالتالي تحدد مجال قيَّمِها وأخلاقها  المجتمعية وحدود استعمالها وكبحها .فالامل كل الامل ان تهتم هده الاطياف السياسية بهموم المواطن الحقيقية وفتح نقاش عميق دائم مستمر حول اعطاب هدا الوطن ،لماذا فشلت كل مبادرات التنمية
وما موقعها من هدا الفشل؟
وكيف يمكننا تجاوزه؟
وما هي الرؤى المستقبلية وكيفية تنزيلها ومن سيكون المسؤول عنها ؟

اترك رد