الجزائر تفقد أدوات السلم

كتبت جريدة (لوسوار) البلجيكية الواسعة الانتشار أن النظام الجزائري الغامض لم تعد له الوسائل لشراء السلم الاجتماعي، وذلك في تعليقها على أحداث العنف التي هزت مدينة بجاية الجزائرية.

وتساءلت الجريدة “لماذا تقع الجزائر فريسة لأعمال عنف؟” مشيرة إلى أن النظام الجزائري بطبيعته الغامضة لم تعد له الوسائل لشراء السلم الاجتماعي. ” ماذا يقع في الجزائر ؟” تضيف (لوسوار) مسجلة أنه “وأمام الاضطرابات التي اندلعت أيضا في أحياء من الجزائر العاصمة، لم يعد الجزائريون يدركون إلى أين يلجأون “.

وأوضحت اليومية البلجيكية أن “غموض النظام الذي يحكمهم منذ الاستقلال سنة 1962 زاد من حدته مرض رئيسهم عبد العزيز بوتفليقة، وهو ما يفتح الباب أمام تكهنات أصحاب السلطة الحقيقيين، وهي سلطة تستمد قوتها من المؤسسة العسكرية، والتي، وكما يعتقد الكثيرون، تختفي وراء جهاز بيروقراطي غامض وفاسد “.

وتحت عنوان ” الريع في خطر “، أكدت (لوسوار) أن ” الاضطرابات الاجتماعية التي تنتشر هنا وهناك في الجزائر منذ بضعة سنوات تتزامن مع انخفاض أسعار النفط. وقالت إنه مع تراجع سعر برميل النفط الخام من 112 دولار في 2014 إلى 45 نهاية السنة الماضية، فإن نظاما للريع بأكمله يدخل مرحلة اضطراب . وأضافت الجريدة أن النظام الجزائري اعتاد، خاصة منذ الربيع العربي في 2011، على شراء السلم الاجتماعي بفضل النفط، من خلال المساعدات العمومية ( الرفع من الأسعار، المواد الأساسية المدعمة، السكن الاجتماعي، والأشغال الكبرى، … الخ).

وأوضحت الجريدة أن ” أمراض الاقتصاد الجزائري، الذي لا ينتج قط ويستورد الكثير، بدأت تظهر للعيان، ومن بينها الارتفاع الصاروخي للاقتصاد “. وعادت (لوسوار) إلى مسلسل الاضطرابات التي عرفتها الجزائر منذ الاستقلال إلى يومنا هذا. وذكرت بأعمال الشغب الخطيرة التي هزت البلاد، في 1988 و” القمع ” الذي ووجهت به والذي خلف مقتل المئات من الأشخاص. كما توقفت عند الانقلاب الذي قاده الجيش في 1992 والذي ألغى الانتخابات، مما أدخل البلاد في ” حرب قذرة ” خلفت 200 ألف قتيل.

وأشارت (لوسوار) أيضا إلى أنه في 1999 أصبح عبدالعزيز بوتفليقة رئيسا، ولا زال متشبثا بالسلطة بدعم من أصحاب القرار الحقيقيين رغم إصابته بسكتة دماغية.

اترك رد