الجسر صلة الوصل

بقلم: نجية الشياظمي

الماضي والحاضر والمستقبل ثلاث حلقات مرتبطة ببعضها البعض و متواصلة دائما ابدا مهما حاولنا الفصل بينها .فكل حلقة تؤسس لما يتبعها و لما بعدها، فالماضي هو أساس الحاضر و الحاضر هو أساس المستقبل.و كل بناء قوي يحتاج إلى أساس قوي و غير ذلك فإن كل بناء يعتبر آيلا للسقوط.
و بين الماضي والمستقبل يعتبر الحاضر هو الجسر الرابط و صلة الوصل بينهما و هو الحلقة الأقوى ، فمهما كان الأمر يبقى عيش الحاضر و عيش اللحظة هو اهم و اقوى مرحلة في حياة الإنسان .
فلا الماضي سيعود لنصححه اونغيره
و لا المستقبل متاح بين ايدينا ،فهو مجرد خيال يزورنا و يزاورنا و يراودنا ، مجرد تصورات نركبها ونبنيها من أجل الوصول إلى كل الأحلام التي طالما رسمناها ولوناها في عقولنا، لكن ذكريات الماضي ما تفتأ تلقي بظلالها على الحاضر و تؤثر عليه ، بكل التفاصيل الدقيقة الجميلة و الحزينة على حد السواء.
عدم الثقة في التقدم بأمان، يكون بسبب كل المشاعر السلبية التي تشكل جرحا عميقا يستمر في النزيف و الايلام ، وكيف يستطيع من كان مجروحا إكمال معركته و هو يدوس على جرح غائر دامٍ لم يتمكن بعد من علاجه و مداواته، هكذا هي ذكرياتنا المؤلمة، تبقى منقوشة على أجسادنا ،تذكرنا بكل الأوجاع التي عشناها ولا نستطيع تجاوزها و لا نسيانها.هكذا هو الماضي الأليم يبقى كشاهد إثبات على كل الخيبات التي تعرضنا لها . يذكرنا في كل مرة بسقطات الماضي و كبواته و يصعب علينا التخلص منه. نعيش في نفس الحفرة والدوامة التي وقعنا فيها ولا نستطيع الخروج منها إلا بعد تطهير أنفسنا من ذلك العار الذي لوث سمعتنا أمام الآخرين ، و خصوصا أمام أنفسنا ، هذا الكائن الذي يأبى و يرفض كل انواع الفشل والخزي والعار. و تبقى اهم خطوة هي تقبل الذات بكل أخطائها و مزاياها ،بكل نجاحاتها و اخفاقاتها.هكذا نستطيع استعادة الثقة في النفس حينما نعتبر الفشل خطوة من اجل الوصول إلى النجاح و حينما نعتبر كبوات الماضي تجارب وخبرات تغني رصيد العمر والحياة.

اترك رد