“الكلاشات” يعيدون الراب المغربي إلى الواجهة

بالواضح – ياسين البوخصيمي

سيطر في الآونة الأخيرة فن الراب المغربي على منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك ظل محتلاً الصدارة على منصة اليوتيب كأكثر الفيديوهات مشاهدة في المغرب، و يعتبر اليوتيب حالياً بمثابة معيار و مقياس لما يهتم به المواطن بصفة عامة وما يبحث عنه.

لا يتناقش اثنان حول مكانة اليوتيب التي أصبح يحتلها في عصرنا الحالي.

كما ذكرنا فقد تمكن في هذا الشهر الأخير فن الراب من اعتلاء الصدارة ولازال كذلك متفوقا على جميع أنواع الفيديوهات التي ألفنا وجودها على رأس قائمة الأكثر مشاهدة.

ويرجع الفضل لهذه الظاهرة إلى الفنان توفيق حازب المعروف باسمه الفني بيغ و ذلك بكونه بعد أن غاب لمدة طويلة مكتفياً بما حققه من إنجازات بقيت شافعةً له، عاد ليضرب بقوة بإنتاجه لأغنية جديدة يهاجم فيها الجيل الجديد من فناني الراب الذين اختاروا أسلوبا خاصا بهم يتماشى مع التطورات الحالية للمجتمع، وقد جاء هذا الهجوم ردا عليهم بعد الانتقادات والهجومات التي تلقاها طيلة فترة غيابه (وذلك بأسلوب يسمى (كلاش) وهو معروف في هذا الفن ويضفي عليه تشويقا وإثارة مما يجعل المتتبع في انتظار لاستماع الرد من الطرف الآخر).

كما أنهم لم يعترفوا بالمجهودات التي قامت بها المدرسة القديمة في إدخال هذا الفن إلى المغرب، هذه المدرسة التي ينتمي إليها الخاسر ومجموعة اش كاين وكذلك مسلم هذا الأخير الذي اختار عدم الرد بعد أن قام بآخر كلاش له منذ سنوات وأعلن أنه سيشق طريقه في اتجاه إيصال هذا الفن لجميع الفئات ليقول لهم بأن فن الراب ليس (تخربيق) بل هو فن راقي من خلاله يمكننا إيصال رسائل قيمة وسامية وذلك ما نجح فيه فعلاً.

لكن الدون بيغ كان له رأي آخر وذلك لردع المدرسة الجديدة وإعادة الاعتبار لمن تمردوا عليه وهم من يصفهم بأولاده و تلامذته، وذلك بإخراج أغنية ثقيلة الوزن بكلماتها وموسيقاها الاحترافية أسماها ب 170 كيلو تحمل هجوما مباشرا على أغلب المنتمين إلى مدرسة الراب الجديدة.

وقد لاقت نجاحا كبيرا سواء من المهتمين أو غيرهم رغم أنها تحتوي على كلمات تعتبر خادشة بالحياء العام إلاّ أنها تبقى لغة الشارع المتداولة، وهذا سبب من الأسباب الذي جعل هذا النوع من الأغاني يحتل الصدارة لهذه الفترة.

بعد هذه الأغنية توالت موجات من المقاطع الموسيقية تتوالى هجوما على البيغ من طرف حليوة و ديزي دروس و كومي و آخرين.

إلا أنه بغض النظر عن ما إذا كان المحتوى مفيد أو لا فله عشاقه ومتتبعيه.

الإشكالية المطروحة هي عندما يكون وسط الكلام قذف وشتم للأعراض وكما لا يخفى علينا ففي القانون المغربي يعتبره المشرع جنحة يعاقب عليها القانون وذلك إن تقدم الشخص المعني بالأمر بشكاية لدى السلطات المختصة.

و لكي لا نغوص أكثر في الجانب القانوني نتمنى أن لا يتمادى أطراف هذا النوع من الغناء إلى أن تصبح هناك اعتداءات جسدية و أن يبقى منحصرا في إطاره الفني.

وكملاحظة أخيرة هناك من الجمهور من يذهب أبعد في تحليله لهذه الظاهرة ويقول بأن هناك إمكانية كبيرة لكي تكون قصة الكلاشات الأخيرة ما هي إلا أسلوب تسويقي اعتمده البيغ و”وليداتو” من أجل خلق نوع من الثورة للراب المغربي.

اترك رد