المعرض الدولي للكتاب نحو الحاجة إلى التوسع في باقي المدن

بقلم: احمد فاضل النوري

قبل سنوات كنت أضع لائحة للكتب الناذرة، و النسخ التي نفذت من السوق، و الطبعات حديثة النشر و لم تصل المغرب بعد، ثم أرسل في طلبها أو البحث عنها مع أحد الأصدقاء الذين سيزورون المعرض. لكن في السنوات الأخيرة أحجمت عن هذا التقليد بعد رواج الكتب الرقمية، اذكر أن كتاب يوسف زيدان الأخير فردقان وصلني pdf بعد أسبوع من خروجه إلى السوق، و رواية رباط المتنبي لحسن أوريد تحصلت على نسختها الرقمية قبل أول حفل توقيع للعمل…،
السبب الثاني جشع دور النشر فليس من المعقول ان تجد كتابا متوسط الحجم بأضعاف مضاعفة من ثمنه التقريبي مقارنة مع الدخل الفردي للقارئ لهذا يلجأ غالبيتنا إلى النسخ المزورة التي يكون ثمنها في متناول الجميع… فباب دكالة في مراكش أو حي الليدو في فاس…
من الأماكن التي تشجع على اقتناء الكتب أكثر من معرض الكتاب نفسه. لهذا كل زائر لمعرض الكتاب سيلاحظ بما لا يدع مجالا للشك أن الجناحين الأكثر رواجا هما جناح كتب التنمية الذاتية و الطبخ ، و جناح المؤكولات السريعة لا غير هذا الحكم ليس من باب التسفيه أو التحقير لكن تنظيم معرض دولي للكتاب دون عملية تحسيسية بالمدارس و حملات توعوية و لما لا تكوينة حول أهمية القراءة أو كيفية انتقاء الكتب و التمييز بين الغث و السمين سيجعل بالضرورة من المعرض كمعلمة سياحية للترفيه و التقاط الصور و ليس للتبضع و حضور الندوات و الاحتكاك بالمثقفين. الجانب الآخر هو غياب العدالة المجالية، لو كان المعرض متنقلا ينظم كل سنة بجهة معينة و لما لا مدينة بعينها سيكون وقعه أكبر…
أثناء تواجدي بالمعرض أحس بنوع من الشفقة عندما أجد قامة أدبية أو فكرية في تخصص ما تحاضر أمام بضع أفراد في حين لو نظمت نفس الندوة في مدشر من مداشر الهامش لكان الحضور اكبر و الاستفادة أكثر… مدن المركز – خاصة محور الدار البيضاء الرباط – وصلت إلى مرحلة الاشباع فيما يخص الندوات و اللقاءات، فالأمر بالنسبة لديهم نوع من الترف عكس مدن الهامش التي ترى في الأمر حاجة…
ملاحظة : لا أشجع القرصنة لكن الكاتب العضوي لا تهمه الدريهمات التي سيذرها العمل بقدر ما يهمه أن يصل العمل إلى أكبر شريحة من القراء. أما الذين يعتبرون الأدب مرتعا للاسترزاق فلا فرق بينهم و بين السوفسطائيين الذين يعلمون الناس بالمال.

اترك رد