انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي بورزازات تحت شعار: الواحات في العمق الإفريقي والذاكرة المغاربية المشتركة

بالواضح – الرباط

انطلقت، السبت 15 يونيو، بورزازات فعاليات المؤتمرا الدولي في دورته الخامسة حول: ”الكنوز البشرية الحية والتدبير المستدام للبيئة والموارد الثقافية السياحية: مقاربات في الذكاء الترابي لتنمية الواحات والمناطق الجبلية والمجالات القروية المغاربية والإفريقية والأورومتوسطية”، والذي من المرتقب أن يمتد إلى يوم الإثنين 17 يونيو 2019.

وشهد هذا المؤتمر الدولي المنظم من قبل المركز الدولي للدراسات والأبحاث الإستراتيجية في الحكامة المجالية والتنمية المستدامة بالواحات والمناطق الجبلية، بشراكة إستراتيجية مع مؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة، وبدعم من مجلس جهة درعة تافيلالت ومؤسسات وطنية ودولية، مشاركة أزيد من 200 باحثا مغربيا وأجنبيا متخصصين في الكنوز البشرية الحية، والتراث الثقافي المادي واللامادي، والسياحة البيئية، والهندسة المعمارية، وتدبير المنظومات الايكولوجية، والفلاحة التضامنية وتدبير الموارد المائية والمعارف المحلية التقليدية والتنمية المستدامة والذكاء الترابي، بالإضافة إلى ممثلي القطاعات الحكومية، والقطاع الخاص والمؤسسات العمومية وهيئات المجتمع المدني ومنظمات دولية وإعلاميين.

وتتجلى أهداف هذا المؤتمر في إبراز أهمية الكنوز البشرية الحية في المحافظة على التراث الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية، علاوة على التلاقح الحضاري بين الشعوب المغاربية والإفريقية جنوبا والأورومتوسطية شمالا. وللإشارة فإن هذا الرأسمال البشري يعد مصدرا مهما لتنمية الموارد الترابية بالمناطق الواحية والجبلية، وذلك بربط كل الإبداعات المحلية بالاقتصاد التضامني والاجتماعي مع مراعاة الخصوصيات الثقافية والايكولوجية بهذه المجالات القروية، التي تعتبر خزانا للتراث الطبيعي والثقافي. إن أهداف هذا المؤتمر تتماشى مع مضامين اتفاقية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة المتعلقة بصيانة التراث الثقافي غير المادي لسنة 2003 ، والتي صادق عليھا المغرب في يوليوز2006، تجعل من نقل المعارف والمھارات من بين الضمانات لاستمرار ھذا التراث على المستوى الثقافي والبيئي والسوسيواقتصادي خاصة في مجال التثمين السياحي.

ويروم هذا المؤتمر كذلك، إلى إبراز المهارات المتعلقة بالتراث اللامادي وإعداد تصورات للحفاظ عليه، بالإضافة إلى إبرازه واستثماره خدمة للتنمية المستدامة، وتأهيل الكنوز البشرية الحية، وبالتالي الاعتراف بحاملي التراث الثقافي غير المادي وتثمين جهود هذا الرأسمال البشري لتلقين هذه المعارف الثقافية للأجيال المستقبلية، للحد من ضياعها في أشكالها وتعابيرها المتنوعة من: فن معماري وحكايات شعبية أو مهارات مرتبطة بالحرف التقليدية أو معارف مرتبطة بتدبير الماء والبيئة والفلاحة المشهدية، وغيرها من الأشكال والمهارات الإبداعية (من اللغة والأدب والموسيقى والغناء والرقص والطقوس والعادات والممارسات والمهارات والمعرفة المتوارثة للحرف التقليدية وفن الطبخ والإنتاج وكذا تخزين المنتوجات والطب والصيدلة التقليدية وباقي الفنون…). ولا شك أن الاهتمام بالتراث البشري المحلي، وكل إنتاجات الكنوز البشرية الحية، سيساهم لا محالة في تنويع العرض السياحي وتثمينه، علما أن مختلف الدول المغاربية جعلت من القطاع السياحي رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
فإذا كان مفهوم الذكاء الترابي بالواحات والمجالات الهشة المغاربية والإفريقية وحتى الأرومتوسطية، يشمل تثمين الموارد الطبيعية والثقافية بمكوناتها الاجتماعية والفكرية والفنية والتاريخية والعمرانية، فإنه يشكل بذلك عمق الهوية المحلية، إذ لا يمكن أن نتصور هوية تفتقر إلى إحدى هذه الركائز التي تساهم في حفظ الذاكرة الجماعية. ومن هذا المنطلق نود من خلال أشغال هذا المؤتمر، تعميق النقاش حول مختلف الإشكاليات المرتبطة بالتجارب الوطنية والدولية المتخذة، في إطار المقاربة التنموية للموارد الثقافية السياحية ومختلف الكنوز البشرية داخل الواحات والمناطق الجبلية المغاربية والمجالات الإفريقية والأورومتوسطية.
وتحقيقا لأهداف المؤتمر، فإن محاور هذه التظاهرة تتوزع كما يلي:
– المحور الأول: الكنوز البشرية الحية، التاريخ والذاكرة المغاربية المشتركة في العمق الإفريقي والأورومتوسطي
– المحور الثاني: مهارات الكنوز البشرية الواحية وتدبير الفلاحة التضامنية والموارد المائية؛
– المحور الثالث: الكنوز البشرية والمعارف المحلية للحفاظ على المنظومات الواحية والجبلية: الأنماط والأشكال التقليدية للتأقلم مع التغيرات المناخية وتدبير الاشكاليات البيئية ( المرأة والتغيرات المناخية وتدبير الموارد…) ؛
– المحورالرابع: الكنوز البشرية والتثمين المستدام للقصور والقصبات والتراث المعماري التقليدي؛
– المحور الخامس: الكنوز البشرية والمقاربات التنموية الجديدة من خلال نماذج الذكاء الترابي لتنمية المجالات المغاربية والإفريقية والاورومتوسطية؛
– المحور السادس: السياحة الثقافية والبيئية وتثمين الموارد المحلية والتسويق الترابي بالمجالات الواحية والمناطق الهشة بالمجالات المغاربية والإفريقية والاورومتوسطية؛
– المحور السابع: الكنوز البشرية المهاجرة ” الرأسمال المهاجر” والتنمية الترابية؛
– المحور الثامن: آليات الترافع لحفظ وصيانة الكنوز البشرية وانتاجاتها المحلية على المستوى المغاربي والإفريقي. (الجمعيات، المنظمات الدولية، والجماعات الترابية، القوانين والنصوص التشريعية الحمائية للكنز البشري) ؛
– المحور التاسع: وهو خاص بالمعرض الدولي للكنوز البشرية الحية والثقافات المستدامة الإفريقية والمغاربية (عرض الإنتاجات الثقافية في مختلف المجالات، موائد مستديرة لتكوين الجمعيات والتعاونيات…).

يذكر أن المؤتمر الدولي بورزازات المنظم من قبل المركز الدولي للدراسات والأبحاث الإستراتيجية في الحكامة المجالية والتنمية المستدامة بالواحات والمناطق الجبلية، تم تنظيمه أيضا بتعاون مع مؤسسات وطنية ودولية:

المؤسسات الوطنية: المجلس الإقليمي لورزازات، والمجلس الجماعي لورزازات، والبرنامج الوطني للتنمية المستدامة للقصور والقصبات بالمغرب، ووكالة الحوض المائي لزيز غريس كير بالراشيدية، والمديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والاتصال “قطاع الثقافة” بورزازات، والمؤسسة المغاربية للتواصل وحوار الثقافات (الرباط)، والمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية الفندقية والسياحية بورزازات، وجماعة غسات، وجمعيات المجتمع المدني بجهة درعة تافيلالت.

المؤسسات الدولية: مركز الدراسات حول الآثار والفن وعلوم التراث بجامعة كويمبرا بالبرتغال، وشعبة تاريخ الوسيط والعلوم وتقنيات التأريخ بجامعة كراندا باسبانيا، ومركز الأركيولوجيا بمرطولة بالبرتغال، ومختبر التصميم المعماري ومماثلة الأشكال والأجواء بجامعة محمد خيضر بسكرة بالجزائر، والمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير بجامعة قرطاج بتونس، ومختبر التاريخ والتراث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نواكشوط العصرية بموريتانيا، ومركز البحوث الافريقية بالسنغال.

اترك رد