باحث مغربي يكشف دلالات ظهور زعيم تنظيم “داعش”

الرباط

قال الدكتور عبد اللطيف راكز، الأكاديمي والمحلل السياسي المغربي، إن الشريط الذي ظهر فيه أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي، أخيراً، يؤكد من خلاله الانتقال النوعي الذي يعول عليه هذا التنظيم المرعب.

وأوضح راكز في تصريح لموقع “بالواضح”، أن البغدادي دعا في الشريط الذي ظهر فيه إلى تحول نوعي في تنظيمه وتوجهه من الحرب بمنطقة الخلافة إلى مناطق متعددة.

ويرى المحلل السياسي البارز أن خروج البغدادي في هذه اللحظة بالذات، يأتي في الوقت الذي تشن فيه الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والإمارات العربية المتحدة حربا قوية كلامية وإعلامية واقتصادية ومستقبلا عسكرية ضد إيران والحديث عن صفقة القرن وإعادة تذويب الكيانات العربية الإسلامية المتبقية في إطار مشروع “الشرق الأوسط الترامبي” والذي سيخدم المصالح الأمريكية ومصالح الأمن القومي الإسرائيلي.

وأبرز المتحدث أن البغدادي ظهر في الشريط المذكور والذي تداولته قبل أسابيع مواقع التواصل الاجتماعي وهو يتحدث بشكل مريح، كما أن شكل التصوير عالي الجودة ووزع على باقي المواقع مما يدل على أن البغداي يوجد في منطقة آمنة، وإذا كان العديدون يظنون أن إيران هي التي تحميه أو جماعة نصر الله فإن الاختلاف العقائدي لا يمكنه أن يجعلهم يتفاهمون تفاهما مطلقا على هذا المستو،ى خصوصا وأنهم يعلمون أن الولايات رصدت مبلغا ماليا ضخما لمن يوصلهم إلى البغدادي.

ورجح راكز أن يكون زعيم تنظيم “داعش” مختفيا في إحدى المناطق الآمنة ما بين العراق وسوريا وتركيا، رغم أنه بالنسبة لتركيا “لا يمكن لها أن توفر له ظروفا مريحة للاختباء لاعتبارات سياسية بكونها تعاني من مشاكل عدة مع دول الجوار والولايات المتحدة، وبالتالي لن تترك هذا الباب مفتوحا كي لا يتم محاسبتها”.

وشدد الخبير المغربي أن هذا الظهور ليس اعتياديا، لأن الدول الداعمة لداعش تريد من خلاله أن توصل رسالة فزع إلى الشعوب الأخرى. مؤكداً أن هذا الشريط يحمل مضامين معينة، أول مضمون، هو خطاب موجه إلى قواعده بـ60 دولة وهو بذلك يعطيهم نوع من القوة الداخلية، والقيام بعمليات جديدة وبفرنسا تحديداً. ثانيا، إشعار للعالم بأنه مقبل على أيام سوداء واندلاع حروب طاحنة.

وأبرز راكز أن هذا الخطاب يسعى من خلاله البغدادي إلى دعوة أطره في تنظيمه لانتهاج أسلوب المبادرة واختيار اللحظة والزمن والمكان المناسبين للقيام بعمليات نوعية إلى جانبه أنه يدعوهم في المرحلة القادمة إلى الانتقال من دولة الخلافة الترابية إلى الافتراضية، أي اختيار المناطق ولو كانت بعيدة، كما يدعو إلى توحيد العائلة الجهادية، بحيث “قد تنسجم الداعشية والقاعدة في مناطق متعددة بغرض ضرب الصليبيين وضرب مواقع استراتيجية خصوصا في مناطق شمال إفريقيا وخصوصا بليبيا المقبلة على صراع دموي”. وفق تعبيره.

في ظل هذه المعطيات، يؤكد المحلل السياسي، أن الداعشية عادت لتزرع الخوف من جديد، وأن هذا التنظيم لم يهزم، فالداعشية لم تنته ولن تنته لأنها صناعة أمريكية وصناعة سعودية وصناعة إسلامية من أجل الحصول على الأموال وضرب دول الممانعة القوية التي لها مواقف معارضة لأمريكا ولإسرائيل.

اترك رد