بعد كل ليل نهار

بقلم: نجية الشياظمي

الصباح دائما يذكرني بالمثل المصري الجميل والذي يقول :«تِباتْ نار ،تِصبَحْ رماد »
جميل ان نتعامل مع تحديات الحياة بهذا المنطق الايجابي والقوي ، فما بعد الشدة إلا الفرج وما بعد الليل الا النهار .
كثيرا ما تسود الحياة في أعيننا بسبب مشاكل بسيطة لكن شدة تركيزنا عليها وعلى بؤسنا بسببها يضخم حجمها ويجعلنا نراها كالجبال فنحس بضعفنا أمامها ،وننسى قوة الأمل واليقين والإيمان في الخالق سبحانه،ونركن إلى اليأس والقنوط حتى ان تفكيرنا يصبح مشلولا عاجزا عن إيجاد الحلول الكثيرة والمتوفرة بين أيدينا غير ان شدة حزننا تمنعنا من رؤيتها ،وكم تهاوت الكثير من القوى ،وكم دمرت الكثير من العلاقات ، وكم توقف العديد من الناس عن الحياة بسبب هذا ، وبسبب تركيزهم على ان المشاكل اقوى من تفكيرهم وقدراتهم ، والحقيقة غير ذلك تماما . لنجعل الأمل في الحياة شعارنا الذي لا نتنازل عنه ابدا مهما كان . وبذلك نستطيع تخطي الصعاب والعراقيل وكيف لا وقد منحنا الكثير من الكفاءات والقدرات لأجل ذلك ، لكن المشكل يكمن في الاستهانة بها والتقليل من قيمتها،فنقف مكتوفي الأيدي وعاجزين كل العجز أمامها نندب حظنا ونبكي عليه، وقد شلت كل قوانا ،فننتظر انتصارات بطعم المعجزة ،تأتي لتنتشلنا من الخيبة والضياع ، ولو بذلنا أبسط مجهود واقله لاستطعنا النجاة بأنفسنا وباعتمادنا عليها وحدها دون أحد سواها ،هكذا تتراكم الصعوبات فوق بعضها يوما بعد يوم حتى تصبح جبالا تعانق السماء فيصعب تجاوزها و تحديها .ولو امتلكنا الشجاعة منذ بداية تكونها لتحطيمها وإزالتها شيئا فشيئا لاستطعنا ذلك، ولكن عدم الثقة في النفس يخلق حاجزا بيننا وبين ما نريد الوصول اليه، فنحس بالهزيمة بينما نحن اقوى من ذلك بكثير.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.