بنعتيق يستلهم الخطاب الملكي أمام بابا الفاتيكان ويجمع 100 من شباب مغاربة العالم في دورة “العيش المشترك” بمختلف لغات العالم مع الترجمة

بالواضح – سعد ناصر/ تصوير: محمد الزكراوي / فم الجمعة- بني ملال

استقدمت الوزارة المنتدبة لدى وزير الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة 100 من شباب مغاربة العالم للمشاركة في أشغال الدورة الثانية من الجامعة الربيعية، تحت شعار “المغرب المتعدد، أرض العيش المشترك” بمنطقة فم الجمعة ضواحي بني ملال، والدخول في نقاش مع مختلف الأطر الجامعية المغربية بكل اللغات مع الترجمة، وذلك استلهاما لروح الخطاب الملكي المتعدد اللغات الذي كان قد ألقاه مؤخرا الملك محمد السادس أمام بابا الفاتيكان فرنسيس خلال زيارته الرسمية التي تلقاها بدعوة ملكية.

وقال عبدالكريم بن عتيق الوزير المنتدب لدى الوزارة الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة في تصريحات صحافية خلال اليوم الافتتاحي لأشغال الدورة الثانية من الجامعة الربيعية، التي تنظمه الوزارة المنتدبة من 10 إلى 14 أبريل 2019، وبشراكة مع مجلس جهة بني ملال خنيفرة، وجامعة السلطان مولاي سليمان، تحت شعار “المغرب المتعدد، أرض العيش المشترك”؛ (قال) إنه تم استقدام أطر جامعية من مختلف مدن المملكة للتطرق لموضوع “العيش المشترك” مع شباب مغاربة العالم، للدخول في نقاش عميق بكل اللغات مع الترجمة، ولتقريبهم أكثر إلى المسار التاريخي لـ14 أكثر وربطهم أكثر بالمؤسسة الملكية وبإمارة المؤمنين، باعتبارها حصنا منيعا، عبر التشبع بقيم الاسلام المعتدل الوسطي باجتهادات فقهية مغربية واستثنائية حاضرة بأجوبة تواكب المجتمع والدين بكل التحولات الاجتماعية.

واضاف ابن عتيق بإن هذه الدورة الربيعية جاءات موازية للزيارة التاريخية والاستثنائية التي قام بها بابا الفاتيكان فرانسيس بدعوة من الملك محمد السادس، والتي تابعها العالم، وأعطت رسائل تاريخية وبليغة خاصة أمام للخطاب الملكي الذي ألقاه الملك محمد السادس بأربع لغات، والذي تضمن مجموعة من القضايا الاستراتيجية ببعد إنساني كبير، وركّز في عالم صعب يجتاز صعوبات وتعقيدات كثيرة، وأزمات متفاقمة في مختلف مناطق العالم، خاصة في ظل غياب توافق حول قضايا أساسية على رأسها الهجرة، فالخطاب الملكي، يضيف وزير الجالية المغربية المقيمة بالخارج، يعكس تراكمات وإرث 14 قرنا من العيش المشترك الذي عرفه المغرب عبر قرون وأجيال، في الوقت الذي أكد من خلاله بابا الفاتيكان على المرجعية ذاتها خلال كلمة له بالمناسبة.

وما توقيع نداء القدس بالرباط، يقول بنعتيق، إلا تحولا عميقا ومبادرة جريئة بعمق انساني، باعتبار السلم والتعايش يشكلان أجوبة شافية ينبغي تقديمها لحل  كافة التعقيدات عوض التطاحن والقطيعة بين مختلف الفرقاء.

كما أكد وزير الهجرة أن استقدام 100 شباب وشابة من مغاربة العالم، جاء باعتبارهم أبرز الكفاءات المغربية التي تألقت في مختلف المجالات، وكنماذج ناجحة في التعامل والسلوك والانضباط، وفي قبول ثقافة الآخر والتعامل معه، إيمانا منها بأن انتشار الصراعات الدينية واللغوية والإثنية تؤدي إلى القطيعة والتطاحن بين البشر عوض الالتئام والعيش المشترك مع احترام الآخر بكل معتقداته ومرجعياته.

وأوضح الوزير بنعتيق أن اختيار تنظيم هذا النشاط في منطقة فم الجمعة، إنما جاء باعتبارها قرية هادئة تقع في عمق الأطلس الكبير، حيث كانت عنوانا للتعايش بين المغاربة المسلمين عربا وأمازيغيين وبين اليهود المغاربة، يتحدثون نفس اللغة، ويشتركون نفس الانتماء والشعور والارتباط بالملكية ونبل قيم الانسان المغربي.


اترك رد