بنعتيق يطلق برنامج الجولات المسرحية لفائدة مغاربة العالم

بالواضح – الرباط

تنظم الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة يوم الخميس 25 يوليوز 2019، برنامج الجولات المسرحية لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج، بالمركز الدولي للندوات محمد السادس بالصخيرات، بحضور ثلة من الفنانين المغاربة الموهوبين الذين طبعوا المشهد المسرحي الوطني.

وسيترأس مراسم الإعلان عن برنامج الجولات المسرحية الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة عبدالكريم بن عتيق.

وبغية الاستجابة لهذه الانتظارات، وتنفيذا للمقتضيات الدستورية والتوجيهات الملكية السامية والبرنامج الحكومي، بادرت الوزارة إلى إرساء إستراتيجية وطنية موجهة لفائدتهم، تروم تعزيز روابطهم ببلدهم المغرب، تنبني على ثلاثة أهداف أساسية وهي: (1) المحافظة على الهوية المغربية لمغاربة العالم، و(2) حماية حقوقهم ومصالحهم، و(3)تعزيز مساهمتهم في تنمية بلدهم الأصل.

وشهدت فئة المغاربة المقيمين بالخارج، منذ الموجات الأولى للهجرة، مجموعة من التغيرات والتطورات المرتبطة أساسا باختلاف الأجيال وبتغير البيئة المجتمعية لبلدان الإقامة. هذه التحولات أفضت إلى بروز انشغالات واحتياجات وانتظارات جديدة، خاصة لدى الأجيال الصاعدة.

وبالنظر للمكانة المحورية التي يحظى بها الهدف الاستراتيجي الأوّل، والمرتبط بتعزيز الهوية المغربية لمغاربة العالم، عملت الوزارة على بلورة عرض ثقافي متنوع، يواكب احتياجات مغاربة العالم ويأخذ بعين الاعتبار مختلف خصوصياتهم وتطلعاتهم. هذا العرض يتم تنفيذه، بمشاركة العديد من الجهات الفاعلة، من خلال تنظيم عدة أنشطة سواء داخل المغرب أو خارجه.

فبأرض الوطن، تعمل الوزارة على تنظيم مقامات ثقافية لفائدة مختلف الفئات العمرية من المغاربة المقيمين بالخارج لإطلاعهم على ثقافتهم المغربية وحضارة بلدهم الأصل والإصلاحات السياسية التي عرفها. كما يتم تنظيم الجامعات الثقافية التي تستهدف الفئات الشابة المتراوحة أعمارها ما بين 18و25 سنة والتي تنظم بتعاون مع الجامعات المغربية. ويستفيد المشاركون في هذا البرنامج من العديد من الأنشطة والندوات التي تغني معرفتهم بوطنهم وبثقافتهم. وفي هذا الصدد، نظمت الوزارة، خلال شهر دجنبر 2018، الدورة الثانية للجامعة الشتوية بشراكة مع جامعة الأخوين بإفران تمحورت حول موضوع “العيش المشترك”، كما نظمت الدورة الثانية

للجامعة الربيعية، تحت شعار “المغرب المتعدد – أرض العيش المشترك”، وذلك  من 11 إلى 14 أبريل 2019 بمدينة بني ملال. هذا بالإضافة إلى الدورة الحادية عشرة للجامعة الصيفية التي نظمت من 14 إلى 23 يوليوز 2019، بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي بتطوان.

وعلى مستوى بلدان الاستقبال، وفضلا عن دعم مبادرات النسيج الجمعوي المغربي بالخارج، تم إحداث المراكز الثقافية المغربية “دار المغرب” بالخارج، في عدد من العواصم العالمية، والتي تشكل، من جهة، فضاء لتأطير أبناء الجالية وتعريفهم بالثقافة المغربية والإسهام في الحفاظ على هويتهم الوطنية، ومن جهة أخرى، تساهم في إشعاع الثقافة المغربية بهذه البلدان. وإلى جانب هذه البرامج،تسهر الوزارة أيضا، منذ سنة 2009، على تنظيم جولات مسرحية بمختلف بلدان الاستقبال، وذلك لما للمسرح من دور في الحفاظ على الهوية الثقافية ومد جسور التواصل وتيسير اطلاع المغاربة على غنى وتنوع ثقافتهم.

وقد عرف هذا البرنامج، منذ انطلاقه، تطورا ملحوظا سواء على مستوى الكم أو الكيف. فخلال الموسم المنصرم 2017-2018، تم تقديم ما يفوق 260 عرضا مسرحيا لفائدة المغاربة المقيمين بكل أوروبا وإفريقيا ودول الشرق الأوسط، بمعية ما يقارب 40 فرقة مسرحية.

كما شهدت، سنة 2018، توقيع اتفاقية شراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أفضت إلى تنظيم جولات مسرحية ناطقة بمختلف اللهجات الأمازيغية لفائدة مغاربة العالم. هذه المبادرة، التي تندرج في إطار تفعيل المقتضيات الدستورية التي تجعل من الأمازيغية لغة رسمية للمملكة ورافدا من روافد الثقافة المغربية، عززت برنامج الجولات المسرحية وساهمت في إغنائه، و ملاءمته مع متطلبات وانتظارات الجالية المغربية التي تتميز بتعددها وتنوعها الثقافي واللغوي.

وفي هذا الإطار، حرصت الوزارة على إثراء العرض المسرحي الموجه لمغاربة العالم من خلال تقديم أكثر من 50 عرضا مسرحيا ناطقا باللغة الأمازيغية،لفائدة المغاربة المقيمين بكل من إفريقيا وأوروبا، بشراكة مع 12 فرقة مسرحية تنتمي لمختلف جهات المملكة. وقد ساهمت هذه العروض المتنوعة، التي تحتفي بجل التعابير المسرحية، بمختلف اللهجات الأمازيغية، في التعريف بغنى وتنوع الموروث الثقافي المغربي في شقه الأمازيغي.

و على غرار المواسم السابقة، عملت الوزارة، في مارس 2019، على إطلاق طلب مشاريع موجه للجمعيات والفرق المسرحية المغربية الراغبة في تنظيم جولات مسرحية لفائدة مغاربة العالم ببلدان الاستقبال، وذلك برسم الموسم 2019-2020. فمن أصل 140 فرقة مسرحية التي بادرت إلى إيداع طلباتها، تم انتقاءعدة فرقة مسرحية من طرف لجنة مختلطة تضم ممثلي القطاعات المعنية، وذلك وفقا لمقتضيات الدورية رقم 7/2003، بتاريخ 27 يونيو 2003، في شأن الشراكة بين الدولة والجمعيات.

وجدير بالذكر أن انتقاء هذه الأعمال المسرحية من طرف هذه اللجنة تم بناء على مجموعة من المعايير. فبالإضافة إلى الأهمية الإبداعية للعمل المسرحي ومدى ملاءمته مع خصوصيات مغاربة العالم وقدرته على استقطاب الجمهور، تمت مراعاة التمثيلية الجهوية والتعددية اللغوية. حيث اختيرت فرق تمثل مختلف جهات المملكة والحاملة لأعمال مسرحية ناطقة بمختلف اللغات واللهجات المغربية :العربية والأمازيغية فضلا عن الحسانية.

وتجسد العروض المسرحية المنتقاة، برسم الموسم الحالي، مختلف الأنواع المسرحية. حيث تتباين هذه الأنواع بين ما هو مسرح تراجيدي ودراما جادة و بين ما هو مسرح كوميدي ودراما سوداء، مستوحاة من الواقع المعاش. هذا بالإضافة إلى تبني مختلف الأشكال المسرحية. فإن كانت بعض الفرق قد اختارت المسرح الجماعي وفق لغة تتسم بالتجريد وترتكز على الموسيقى والشعر، فقد اعتمدت فرق أخرى المسرح الفردي المبني على المونولوج للتعبير عن تجربة الذات.

وتتميز أيضا الأعمال المسرحية المنتقاة، سواء على مستوى الشكل أو المضمون، بالواقعية وباستحضار الموروث الثقافي المغربي بمختلف أنواعه، مبرزة بذلك مدى إبداع الفنان المغربي ومهاراته.وعلى الرغم من تنوع أجناسها التعبيرية،سواء كانت باللغة العربية أو بالأمازيغية، فيجمعها هدف مشترك يتوخى توطيد الهوية الوطنية بمختلف مكوناتها والسعي إلى الرقي بالثقافة المغربية في أوساط مغاربة العالم والمحافظة عليها وتلقينها للأجيال الحاضرة والمستقبلية.

وبهذا سيحظى المغاربة المقيمين بكل من أوروبا وإفريقيا وأمريكا الشمالية، خلال الموسم 2019-2020، بعرض ثقافي مميز ومتنوع يهم تقديم ما يفوق 300عرض مسرحي.

اترك رد