تماوُجات المشهد الإعلامي المغربي في قلب لقاء علمي بالمحمدية

بالواضح – حورية خير الله
قال عبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية على أنه “لحد اليوم 60 موقعا إلكترونيا لا يعرف عنها المغاربة أي معلومة، هل هي من داخل المغرب أو خارجه أو من المسؤول عنها ، وحتى الدولة لا تتوفر على معلومات بشأنها”.
واعتبر البقالي، يومه 27 من الشهر الجاري،في ندوة بكلية الحقوق بالمحمدية حول موضوع “المشهد الإعلامي: واقع وآفاق”، أن “المغرب يعيش إشكالية حرية بالدرجة الأولى، والهاجس الأساسي هو أن لا يتم استعمال هذه الحالة من الفوضى والارتباك للتضييق على الحرية أو التقليل من أهميتها، والانشغال الأساسي يجب أن ينصب كيفية تخليص حرية الصحافة الحقيقية من المستنقع الذي توجد فيه الآن بما يخدم هذه الحرية وبما يخدم المجتمع”.
وسجل البقالي، أن “هناك بعض الاختلالات التي لازالت لم تعالج بعد، والتي تعتبر بحد ذاتها أولوية، كإنقاذ المجال من الفوضى التي يعيشها بعد تناسل وسائل إعلامية كثيرة وغير مهيكلة، خصوصا في الإعلام الالكتروني، وذلك بسبب إخلال العديد منها بأخلاقيات المهنة، بالإضافة إلى تشديده على ضرورة تدخل الدولة لتنظيم القطاع ودعم المقاولات الصحفية من أجل إعلام مهني يخدم المجتمع”.

وفي ذات السياق أكد سعيد خمري، رئيس شعبة القانون العام بكلية الحقوق بالمحمدية، أن “حرية الصحافة والتعبير هي عماد وأساس كل نظام ديمقراطي، إلا أن الممارسة تطرح إشكالات في المعايير الدولية المتعارف عليها عالميا والضامنة لممارسة حرية التعبير”.
وأضاف خمري، أن”مدونة الصحافة والنشر بقوانينها الثلاثة جاءت في سياق تجاوز مكامن الخلل في القوانين السابقة من حيث المبدأ، ومن الناحية القانونية تشكل تقدما مقارنة مع سابقتها، لكن لازالت هناك إكراهات عديدة في إعمال حرية الصحافة والنشر”.
وأبرز رئيس شعبة القانون العام، مجموعة من التحديات التي تواجه الصحافة المغربية، أهمها “إعمال أخلاقيات مهنة الصحافة، خاصة الصحافة الإلكترونية، واحترام الحياة الخاصة، وإهمال الحق في الحصول على المعلومات” وكذا إشكال الاستقلالية والحرية، في مواجهة الحكومة والجهاز التنفيذي، وأيضا الإشهار والتمويل”.
كما وصف نجيب المهتدي،أستاذ جامعي بكلية الحقوق المحمدية، الصحافة المغربية بـأنها “جسم مريض أعراضه المرضية مختلفة ومتنوعة تتمظهر على مستويات عدة، كالمستوى القانوني والاقتصادي والثقافي”.
وفصل المهتدي، في إطار آفاق الإعلام بالمغرب مسجلا مجموعة ملاحظات أولية من بينها الإرهاصات التي تواجه المقاولة الصحافية ودورها في نشر الوعي والمعلومة الصحيحة وإخبار وتوجيه الرأي العام ولعب دور السلطة الرابعة”.
وجدير بالذكر أن اللقاء شمل ثلاثة محاور أساسية تمثلت في المشهد الإعلامي بالمغرب بين الوصاية الرسمية وغير الرسمية، وكذا متغيرات المشهد الإعلامي المغربي إلى جانب الإشكالات القانونية والمهنية للإعلام الالكتروني.

اترك رد