حصري.. محمد عبدالعزيز” المراكشي”: في أصله، وخصائصه، ومغربيته

بالواضح – عبداللطيف راكز

في آخر فترات حياة مصطفى الوالي كانت المخابرات الجزائرية تراقبه عن كثب لأن الشكوك كانت تدور حول مدى إخلاص الوالي للقيادة الجزائرية في أهدافها وتصوراتها بالمنطقة الصحراوية.

فالوالي لم يخف يوما إعجابه بالعقيد معمر القذافي لدرجة اقتبس معها طريقة إطلاق شعره وخطبه النارية التي تدوم طويلا مثله مثل فيديل كاسترو ، حتى لا يترك لمنافسيه مجالا للخطابة.

ومنذ أن أخذه الدبلوماسي الليبي شهيد النشاط إلى خيمة القذافي وهو كذلك وفي له، وكان محور وفائه له الدعم الذي كان يقدمه له كثوري ومناضل لدرجة أن الإعلام الليبي كان يصور الغقيد للراي العام ” كرسول للصحراء” وقد ثار الجزائريون واغتاظو كثيرا لدرجة العمى في العلاقة الليبية بالبوليساريو أنذاك والتي توجت بدعوة معمر القذافي الوالي لقيام فيدرالية بين البوليساريو وموريتانيا.

وهذا الاقتراح زاد من شكوك المخابرات الجزائرية إتجاه الوالي بأنه غير مخلص لهم، وفي هذه اللحظة التاريخية كان المبعوث الفرنسي كلود شيسون يقوم بوساطة بين المغرب والجزائر لحل المشاكل العالقة بين الرباط والجزائر، ليتم إعلامه لاحقا بعدم جدوى وساطته، وهو أمر لم تفهم دواعيه إلا بعد أن تحد ث الإعلام عن انتفاضة شيوخ وقبائل في وادي الذهب ضد الإستعمار وسعيهم بهرولة نحو المغرب ليقدموا فروع الطاعة والبيعة والولاء، ورد عليهم أنذاك الحسن الثاني بالترحيب وتحيات الود. وفي لحظة انتشاء المغرب والصحراويين بهذه التظاهرة الدستورية، حركت الجزائر قلاقل البوليساريو لتدور في هذه اللحظات معارك طاحنة في الصحراء.

وفي لحظة توقف الوساطة الفرنسية لحل الإشكالات العالقة التي كان يقوم بها كلود شيسون. تم الإشارة من قبل ألأجهزة الفرنسية الأمنية إلى الغموض في مقتل مصطفى الوالي سابقا. إذ تساءلت حول مبرر ذهابه إلى موريتانيا ضمن قوات مدججة بالسلاح وهو لم يكن قائدا عسكريا .ولم يسبق لهأن أدار أية معركة، عكس أيوب الحبيب الذي يعتبر من مؤسسي الجبهة لكنه كان عسكريا.

مصطفى الوالي تلقى تعليمه في مدارس محمد الخامس بالرباط ونظم إلى جانب صحراويين آخرين حلقات فكرية لشرح الموقف الذي كان يتفاعل في الساقية الحمراء ووادي الذهب، على خلفية ما كان يخطط له الجنرال الإسباني فرانكو . قالو لي كان مخلصا للصحراويين في قضيتهم وكان يدرك أن اليد التي تمدتهم بالسلاح تستفيد من ملفهم السياسي وتستغل البوليساريو لتحقيق مآربها الذاتية ضمن صراع النفوذ مع المغرب في منطقة شمال افريقيا ، وأن لها أهدافا جزائرية خبيثة تفوق أحلام الثوار الصحراويين وقد التمس ذلك من خلال بعض جولات المفاوضات السرية بين المغرب وموريتانيا.

اترك رد