رجل في أمة وأمة في رجل (الحلقة 2)

بقلم: د. حسناء الكتاني

بداية تغيير المسار والإنطلاقة:

عمل والدي رحمه الله (البروفيسور علي بن المنتصر بالله الكتاني) بنصيحة والده بالعودة إلى أحضان الوطن الإسلامي فرحل إلى الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية وعمل أستاذا مشاركا في كلية الهندسة بجامعة الرياض وبها أنهى كتابه الثاني (بالإنجليزية) بالتعاون مع أستاذه المشرف على أطروحته في أمريكا وإسم الكتاب “فيزياء البلازما” وقد كان يعد صيحة وابتكارا في علوم التكنولوجيا. وفي سنة 1969م تزوج من والدتي حفظها الله وأطال في عمرها وهي ابنة عمته وحفيدة الشيخ الشهيد محمد بن الشيخ عبد الكبير الكتاني صاحب الملحمة. سيتضح فيما بعد أهمية هذا الاختيار في تغيير مسار حياته. بعد الزواج إستقر والداي في مدينة الظهران وعمل والدي في جامعة الملك الفهد للبترول والمعادن كأستاذ ثم كرئيس لقسم الهندسة ورقي لمرتبة “أستاذ كرسي” وهو لم يتجاوز 32 سنة.

 

الراحل البروفيسور علي بن المنتصر بالله الكتاني

ولأن والدي كان أحد المؤسسين لعلم “الطاقة الشمسية” فقد كان تنصيبه في هذه الجامعة كنزا لها وللمملكة السعودية. نظم أضخم مؤتمر عالمي للطاقة الشمسية وحضره قرابة 400 عالم وباحث عالميين من ضمنهم 12 مؤسس لعلم الطاقة واستخلص كتابا في مجلدين بالتعاون مع أحد الزملاء جمع فيه كل المداخلات وأسماه “الطاقة الشمسية والتطور”. كانت لوالدي رحمه الله فلسفة في علم الطاقة وهي أن للطاقة نوعين: (طاقة هالكة تنضب، وطاقة متوفرة لا تنضب): الطاقة الهالكة مثل الغاز الطبيعي، والفحم الحجري والبترول. أما الطاقة المتوفرة فهي طاقة الرياح، والمياه والشمس لكنها تحتاج إلى عدة مراحل للاستفادة منها ولذا ألف كتبا لتوضيح طريقة تخزين الطاقة (الذبذبات في مادة البلازما وهندسة البلازما) وتحويلها (كتاب التحويل المباشر للطاقة). في هاته الفترة قام بمئات الأبحاث في هذا المجال وأدخل البحث العلمي إلى الجامعة في مدينة الظهران وعمل في مراكز الأبحاث في أمريكا وعمل كأستاذ زائر في إيطاليا وباكستان وغيرهما… في المشاركة القادمة بإذن الله سنرى بركات إنتقال والدي رحمه الله إلى مدينة جدة.. يتبع…..

اترك رد