سد باب مركز الأمراض العقلية بشفشاون في وجه المرضى

بقلم: سعد بن عياد
شهد مركز الامراض النفسية والعقلية بشفشاون مع بداية تولي عامل الإقليم الجديد محمد العلمي ودان مهامه، شهد تدخلا ميدانيا من أجل اعادة الاعتبار لهذه المؤسسة التي ظلت لسنوات مجرد بناية مهجورة لاتقدم اي خدمات ترقى للدور المنوط بها، وقد شملت التدخلات التي تمت تحت إشراف عامل الإقليم توفير الدعم المالي واللوجستي من أجل إنعاش هذا المركز، فتم تخصيص ميزانيات مهمة سواء من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اوالمجلس الإقليمي وبعض الشركاء ،كما تم توفير طبيب عام يغطي الخصاص الذي يشهده هذا المركز الذي يعاني قلة الأطر التمريضية والطبية المتخصصة التي تتمثل في طبيبة واحدة ذات تخصص الصحة النفسية والعقلية، والتي تظل دائما في غياب بسبب حالتها المرضية، وفي ظل هذه المتغيرات المهمة شهد هذا المركز قفزة نوعية في عدد حالات الاستشفاء التي تم ايداعها، كما ان الاستشارات الطبية ظلت تشتغل كل ايام الاسبوع الادارية مع تمكين الطبيب العام صلاحية الإيداع والمغادرة للمرضى الذين تحسنت حالتهم المرضية، وذلك وفق ما ينص عليه ظهير الشريف رقم 1.58.295. مما ساهم ولو نسبيا في معالجة ظاهرة اختلال الصحة النفسية والعقلية بالإقليم الذي يشهد أكبر عدد من حالات الانتحار على المستوى الوطني، مع التخفيف من معاناة عائلات المرضى الذين كانوا ينتقلون الى تطوان.
لكن كل هذه الجهود سيتم نسفها بعد القرار الشفوي الذي عمل مدير المستشفى الإقليمي محمد الخامس على تبليغه للأطر الطبية والتمريضية بعد إلحاح هذه الاخيرة على عدم استقبال المرضى إلا بوجود الطبيبة المتخصصة بعين المكان، وهو مالايمكن تصوره للغياب المتكرر لهذه الاخيرة بسبب مرضها الذي يتطلب الغياب المتكرر، الشيئ الذي جعل المدير يستجيب لطلب الاطر التمريضية ضاربا بعرض الحائط كل الخطوات التي تم تسطيرها ضمن برنامج اعادة انعاش هذا المركز الذي اشرفه عليه عامل الاقليم شخصيا.
ليتم طرح التساؤل الجوهري عن الجهة المستفيدة من هذا القرار والتي ترغب بإعادة هذه المؤسسة لسابق عهدها لخدمة أجندتها الخاصة . هذا القرار الارتجالي الخطير يتطلب تدخل السلطة الاقليمية لإعادة الامور الى نصابها وفتح نقاش مستفيض للحيلولة دون تكرار هذا الخطأ الجسيم الذي تسبب في معاناة حقيقية لهذه الفئة من المرضى التي تعاني في صمت من سياسة التدبير الفاشل للحكومة للقطاع الصحي، مما ينذر بتفاقم معاناتهم و تدهور الصحة النفسية والعقلية بإقليم شفشاون.

اترك رد