قريبا سيطوى ملف خاشقجي

بقلم: عبد اللطيف محمد علي راكز (*)

 هذه ملامح المشهد المتعلق باغتيال الصحافي السعودي خاشقجي، ذلك أن الحماسة التركية في التعامل مع هذا الملف، حيث بدأت بوادر أفولها تتضح.

فبعد اللقاء الذي جمع الرئيس التركي والرئيس الأميركي على هامش اللقاء الدولي الذي جمع الرؤساء في باريس مؤخرا، حيث بدت ملامح اقتناع ترامب بإدانة محمد بن سلمان الغير المباشرة مؤخرا فقد بدت ملامح الاقتناع، بتورط النظام الحاكم السعودي في إغتيال الصحافي السعودي جمال بارزة أمام ما تناقلته وكالة الأنباء الدولية من كون ترامب دعا لاعتقال محمد بن سلمان بعد أن طلب من الملك السعودي إقالة ولي العهد محمد سلمان، وذلك بعد الاجتماع الذي عقده مع المسؤولة عن المخابرات المركزية الأمريكية والتي اطلعت على وقائع الاغتيال للصحافي السعودي من خلال الملفات التي سلمها أردوغان لترامب، حيث صرح بالأمس أن محمد بن سلمان له علاقة بقتل الصحافي جمال، وأن تصريحات المدعي العام السعودي التي يضع فيها مسؤولية الاغتيال على يد المسؤول عن المخابرات السعودية العسري وكذا القنصل العتيبي وخمس متهمين آخرين وبذلك تبعد السعودية المسؤولية عن ولي عهدها، ومادام الأمر كذلك فإن جميع المؤشرات على الساحة الدولية تؤكد بأن ملف خاشقجي سيطوى قريبا جدا، وستحال الأطراف السالفة على المحاكمة بل سيعدم العسري والقنصل السعودي والخمسة عناصر المتهمة بموجب البحث الجنائي السعودي، والحق أن العسري سيعدم لأنه ليس من كبار القبائل السعودية التي يمكن أن تدافع عن إبنها، وسيضطر النظام التركي على قفل هذا الملف رغم عمله مؤخرًا على الضغط على الجانب السعودي وضرورة اتهامه بالاغتيال.

لقد صرح أردوغان بعد يوم واحد من لقائه بالرئيس الأمريكي بأن سلمان ملك السعودية لا علم له بعملية الإغتيال ولا يد له فيها ولكن هناك من له علاقة بذلك من أعلى جهاز السلطة وهو بذلك يقصد رئيس المخابرات.

1- ويومئ بذلك إلى وجود صفقة في الأفق بموجبها ستوقف أمريكا دعمها للأكراد المعارضين لها في الحدود السورية التركية وتوقف تسليحهم، وتطلق يد تركيا عن الحدود السورية التركية، لأن هناك قاسم مشترك بين الأتراك والسعودية والأمريكيين المتمثل في كرههم لنظام الأسد.

2 – يتم رفع الحصار عن قطر في أجل قريبا خصوصا بعد أن تم عزل محمد بن سلمان عن ولاية العهد في مجلس البيعة الذي تم مؤخرا تحت إشراف ولي العهد أحمد بن عبد العزيز والذي انتهى بشجار وتوبيخ من قبل ولي العهد المذكور لمحمد بن سلمان وللملك سلمان نفسه حيث اتهمهم بتوسيخ سمعة المملكة السعودية وضرورة خروجهم من المشهد السياسي عامة.

3- تمكين أمريكا من استثمارات كبرى داخل تركيا سعودية إماراتية من شأنها تقوية الاقتصاد التركي وتقوية العملة التركية.

4- دعم المطلب التركي في الحصول على الموافقة الأوربية للإنضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وهو مطلب طالما حلمت بتحقيقه تركيا الإسلامية. إذن مسألة طي ملف الإغتيال لخاشقجي هي مسألة وقت قريب جدا. حيث إن ترامب بعد يومين او ثلاثة سيعلن موقفه النهائي من قضية اغتيال جمال خاشقجي والمسؤول عن إغتياله وتقطيع أوصاله. ليتحرك المنتظم الدولي في معاقبة المسؤولين عن هذا العمل بإجماع سعودي أمريكي تركي دولي. ورغم ما أشرنا إليه فإن الفضل للنظام التركي ولجرأة أردوغان في كشف ملابسات هذا الإغتيال وتعرية النظام السعودي السياسي الملكي أمام العالم الإسلامي والعربي، حيث بدا واضحا أن العرب والمسلمين كرهوا هذا البلد بوساخة أمرائه ولسياسية قادته العنصرية التي بذرت اموال المسلمين في زرع الفتن بين الدول وتجويع اليمن وتشريد أبنائه عبر القصف الصاروخي والمدفعي بحجة تأمين الحدود السعودية اليمنية، وعملت على محاصرة الشعب القطري التي سعت لتدمير قيادته والإضرار ببنيته الاقتصادية وتشريده. وكذلك الشعب السوري الذي زرعت فيه الفتنة بدعوى الدفاع عن الإسلام، والحق أن الإسلام بريئ منهم ومن أخلاقهم وسلوكهم السياسي.

 (*) كاتب وصحافي ومحلل سياسي

اترك رد