لأول مرة.. مولاي هشام يعطي تعريفا للجهاد في جامعة أمريكية

بالواضح – الرباط

تطرق الأمير مولاي هشام لأول مرة لمفهوم الجهاد في العلاقات الدولية في محاضرة له بجامعة ديفيس بكاليفورنيا الامريكية.

وفي تدوينة له على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، قال الأمير مولاي هشام ابن عم الملك محمد السادس، إن تناوله لمفهوم الجهاد جاء لأول مرة له، وذلك في سياق سلسلة من الندوات الفكرية، معتبرا بأن الجهاد، عكس ما يتصوره الكثيرون في الغرب، هو ليس حربا مقدسة، هذه الأخيرة متواجدة في التاريخ والفكر المسيحي ويعلن عنها البابا فقط لأنها تجسد ما يعتبرونه “مرور الرب في الأرض” وعلى الملوك الاستجابة الضرورية.

بينما الجهاد في الإسلام، يضيف مولاي هشام،  هو “أقرب الى مفهوم الحرب العادلة في المسيحية، يتقاسمان الكثير، ومن ذلك ضرورة اللجوء الى العنف بطرق مختلفة لحماية جماعة من المؤمنين. في الفكر المسيحي هو مفهوم ديني محض، بينما في الإسلام يميل أكثر الى المبدأ العملي. ومن العلماء الذين فسروا هذا بدقة الفيلسوف والقاضي ابن رشد. الجهاد تاريخيا لا يعلن سوى من طرف الخليفة وبعد مشاورات مع العلماء والفقهاء، وهو مثل الحرب العادلة يخضع لضوابط أهمها عدم تجريد الآخر من إنسانيته، فالآخر يبقى من مخلوقات الله سبحانه وتعالى. اتفاقية جنيف الخاصة بالحروب استلهمت الكثير من مبادئها من الضوابط والقيود التي نص عليها مفهوم الحرب العادلة في المسيحية والجهاد والإسلام.

وانتقال الجهاد من المسؤولية الجماعية الى مبادرات فردية وشخصية لم يظهر سوى في العقود الأخيرة، يبدأ مع السيد قطب ويصل الى ذروته مع أسامة ابن لادن. بينما غالبية المسلمين تعتبر الجهاد الحقيقي هو جهاد النفس”.

وعرّج مولاي هشام على الحديث عن الجهاد في السياق الأمريكي ضاربا المثل بعهد حكم الرئيس جورج بوش الإبن قائلا بأن “الاعتقاد يسود بأن انتقال الغرب الى العلمانية قد يكون قطع مع مفهوم الحرب العادلة، ليس بالضرورة. ولنا مثال في الرئيس الأمريكي الابن جورج بوش، بعدما عجز عن تبرير الحرب ضد العراق بالقوانين العلمانية والدولية لجأ الى المفاهيم الدينية. وبدوره، وخلال تسلمه جائزة نوبل للسلام، برر الرئيس أوباما الحرب بالمبادئ والقيم المستنبطة من مفهوم الحرب العادلة والتي تتجاوز القانون الدولي. وفي مثال آخر مختلف، من ضمن المفاهيم التي اعتمدتها الحركة الأمريكية المناهضة للحرب ضد الفيتنام تناقضها مع قيم الحرب العادلة.”

 

اترك رد