ليس للأحلام حدود
بقلم: نجية الشياظمي
حدود الأحلام هي حدود العمر ،فلا تهتم لمن يقول لك كبرت ،نحن فعلا نكبر ونزداد قيمة ،فلم نقلل من هذه القيمة عند وصول سن معين . لا يمد الله في أعمارنا لنتأفف منها ونعتبرها عبئا علينا ،بل بالعكس هي فرصة لمراجعة النفس ،لتدارك ما فات ولم يكن في مستوى طموحاتنا وتطلعاتنا ،لا يمنحك الله شيئا إلا لعلمه أنه خير لك .
ربما هو فتور العزيمة والهمة ،وربما هو الخوف من تكرار تجارب كثيرة ومريرة مرت عبر مراحل العمر ،من منا يود اجترار خيباته وسقطاته لا أحد . لا أحد له رغبة في الاجتهاد والكفاح من جديد ،نعتبر ان للإنسان مدة صلاحية محدودة و بعدها يصبح لا قيمة له ،هكذا يفكر كل من يجعل حدا لطموحاته ،ويود الاكتفاء بما حقق في الماضي دون العودة إلى وجه الدماغ ،ودون الدخول في مغامرات مجهولة لا يعلم نتائجها النهائية . لكنه لا يعلم أنه حين يفعل ذلك فهو يحكم على عقله ذكائه بالإعدام .يحكم عليهما بالموت قبل الأوان .وهنا يصبح الإنسان يعيش موتا قبل أوان وفاته . ولو فكر في العمر الذي يمضي منه دون جدوى لعلم ان الخالق لم يرد به إلا خيرا ومنفعة لنفسه وللآخرين .
أحلامنا هي ما يلون أعمارنا ، أعمارنا هي تلك اللوحة الكبيرة الممتدة الأطراف لكن ما يجملها ويعطيها بهاء و رونقا هو ما نرسمه عليها من أحلام وردية جميلة تشعرنا بالأمل والتفاؤل في الحياة، تشعرنا بقيمة أعمارنا ، بالنعمة التي يمن الله بها علينا .
جل العباقرة لم يحققوا ما حققوه الا في أواخر أعمارهم ،فلم نستخف بما بقي من أعمارنا ولا نستثمرها فيما يعود علينا بالخير والفائدة لنا وللجميع .
استجمع قواك ،ولا تبالي يمن يود أن يجعل من بقية عمره منطقة للراحة و للخمول وللموت البطيء .و تسلح بالصبر والشجاعة لتثبت للجميع ان آخر مرحلة من عمرك يمكنها أن تكون الأنجح والأفضل والاسعد ،فلا تضيعها .