مدينة سوق السبت بين الإرادة والإدارة

بقلم: الحسن لهمك

سوق السبت اولاد النمة إقليم الفقيه بن صالح قرية بحجم المدينة، توسعت ارجائها بعشوائية غريبة لم يراعي فيها إحترام اي مخطط عمراني واقعي يشكل خارطة توجيهية لهده المدينة الفتية، التي تزخر بمؤهلات كبيرة، لم يتم إستغلالها كثروة مجالية.

سوق السبت تعرف نموا سكانيا وعمرانيا لا يواكبه النمو الاقتصادي، فالمدينة تعتبر المركز الحضاري للمنطقة الذي يستقطب الهجرة المجالية ،فضلا على أنا الموطن يفضل الإستقرار بها وأغلبهم موظفي القطاع العام والخاص والعاملين بنواحيها، كل هده العناصر جعلت المدينة ذات أهمية لمكوناتها الحالية والمستقبلية.

ومن هنا نطرح السؤال: هل تصميم التهيئة الذي تم تعليقه حالياً من طرف الساهرين عليه يراعي هده الرغبة الجامحة للوافدين إلى المدينة وإلى خصوصيتها الفلاحية؟

فتهيئة المجال يجب ان تتميز برؤية مستقبلية تجعل من الإمكانيات المتاحة رافعة إقتصادية لخلق تنمية شاملة مندمجة قادرة على تأهيل المدينة إقتصاديا وإجتماعيا وعمرانيا لترقى الى حجم المدينة المتكاملة، وبما ان هدا المشروع لم يكن متكامل الأطراف فإن المدينة ستبقى تتخبط في الفوضى عقود طويلة.

فمن خلال قراءة هذا التصميم يتبين غياب رؤية استراتيجية مستقبلية للقائمين عليه بقصد او بغيره .فعامل النمو الديموغرافي الذي تمت الاشارة اليه يشكل خطراً آنيا ومستقبلا إن لم يتم إستغلاله للمؤهلات الانتاجية الفلاحية التي تشكل أرضية واعدة للدفع بعجلة التنمية.

فالمعطى الايجابي ثم تغييبه في إعداد تصميم التهيئة، وهو خلق منطقة صناعية تشكل قاعدة لجلب الاشتتمار الأجنبي وتشجيع المنتوج المحلي، وبناء وحدات صناعية لتقوية النسيج الاقتصادي ومستوى النمو، وامتصاص البطالة ولا سيما ان الاعتناء بهدا الجانب يساهم في تطوير كل الابعاد الاجتماعية والتضامن مما يشكله من جادبية لأنشطة موازية، وهذا ليس بالغريب عن هذه المدينة التي كانت في وقت قريب وبشكل موسمي تتحول الى خلية نشيطة وجادة خلال موسم الشمندر السكري حيت تتوافد عليها اليد العاملة وآليات الشحن والنقل من كل المدن المغربية قبل اعدام “سيتا” (معمل السكر) التي تحولت حاليا الى تجزئات سكنية، بالاضافة الى ماكانت تضخه هده الوحدة من اموال في ميزانية المجلس الجماعي.

فتصميم التهيئة ليس تقسيما للمجال الترابي الجماعي وخلق تجزئات سكنية حسب منطق المضاربين والمنعشين العقاريين بل هو وثيقة عمرانية تراعي انسجام وتناغم الخصائص العمرانية للمدينة مع طابعها المحلي وحاجياتها للمرافق الادارية والاجتماعية بما يسد حاجات مواطنيها وتقوية وتنظيم ممارسة المهن وخلق فضائات خاصة بها، وتقوية النسيج الاقتصادي وتنمية المداخيل الجبائية والضريبة الداتية ،فهل حصرت كل هده العناصر وغيرها في اعداد مشروع تصميم التهيئة لمدينة سوق السبت اولاد النمة؟

اترك رد