مشروع تصميم التهيئة الجديد لمدينة سوق السبت بين طموح الساكنة وتخطيط المخططين

بقلم: السعيد النحال

مدينة سوق السبت أولاد النمة مدينة صغيرة ذات مؤهلات كبيرة في ما يخص زراعة الحبوب والحوامض والزيتون وتربية المواشي، حيث إنها تعتبر من أهم المناطق في المغرب وشمال أفريقيا من حيث إنتاج اللحوم الحمراء والحليب، كما تعتبر أكبر منتج للقمح الصلب واللين في المغرب، تنمو بسرعة كبيرة في المجال الديموغرافي إلا أن هذا النمو لا يتماشى مع النمو الاقتصادي الاجتماعي، فمن خلال إعادة التهيئة يتضح جلياً غياب مناطق ذات طابع صناعي يثمن المنتوج الفلاحي المحلي، فمدينة سوق السبت والنواحي توجد فيها عشرات التعاونيات الحليبية إلا أنها لاتتوفر على محول واحد لهذا المنتوج، وعلى غرار هذا تسير باقي المنتوجات المحلية التي يتم تصديرها وبيعها مادة خام، الأمر الذي يجعل من هذه المدينة مدينة حلوب لغيرها عجفاء على أهلها، ومن بين المشاكل المطروحة في المدينة قلة فرص الشغل مما يجعلها تغرق في العشوائية والفوضى في استغلال الملك العام، الأمر الذي يفقد المدينة جماليتها، وسوء التسيير وهيمنة المضاربين العقاريين على كل الفضاءات حتي الحي الصناعي الحرفي الذي أسس من أجل احتواء المهنيين الذين يتواجدون داخل المدينة بعشوائة، غياب الإستثمار الموازي للمؤهلات المجالية، ومن بين المشاكل المطروحة كذلك في قلب المدينة ومحيطها هي ورشات الأجور التي تشكل أزمة بيئية سمعية بصرية، رغم أنها من أكبر الدعامات الأساسية في التشغيل والرواج الاقتصادي لأصحابها، فهي تسبب دجيجا وتلوثا لمحيطها وكذلك مواد البناء المنتشرة في جل أحياء المدينة.

فمن خلال النظرة العامة والدراسة المعمقة لمشروع تصميم التهيئة الجديد، يبدو وكأن الذين وضعوه ليست لهم رؤية مستقبلية للمتطلبات الظرفية للساكنة، فبقصد أو بغيره تم تجاهل وضع مناطق ذات طابع صناعي خدماتي بديل يثمن المنتوج المحلي ويساهم في الرفع من مداخل المجلس الجماعي، الذي يعتمد على السوق الأسبوعي كأهم مورد إقتصادي للمدينة،
فبإعتبارها القلب النابض لمنطقة بني موسى بأكملها مدينة سوق السبت، تشهد رواجاً كبيراً وتعتبر الوجهة المفضلة لأغلب سكان المناطق المجاورة، لكنها لا ترقى ومتطلبات الوافدين إليها، فهي تفتقر لمقومات المدينة الحضارية كالمحلات التجارية، وأماكن الترفيه والتسوق.

مدينة سوق السبت تنام على بركان بشري قابل للانفجار في أي لحظة بسبب البطالة وإنعدام الحياة الكريمة لأهلها والوافدين إليها،وخلاصة القول أقول التنمية في مدينة سوق السبت تسير كالعرجاء في الليلة الظلماء.إنتهى الكلام .

اترك رد