نطالب العثماني بالدخول في قطاع الهضرة

بقلم: محمد بوبكر

يبدوا أن صمت رئيس حكومتنا الموقرة السيد سعد الدين العثماني قد طال، و البعض من أنصار حزب العدالة و التنمية يقولون، أن في صمته حكمة، و لكن أحيانا فالصمت يكون نقمة.. وليس بالضرورة حكمة.. ولنا في الرسول صلى الله عليه وسلم، في سيرته الشريفة حكمة الكلام وحكمة الصمت.. متى نتكلم ومتى نصمت…

وكما قال العلماء: ” الساكت عن الحق شيطان أخرس ” فليس من الحكمة الصمت في هذه الظروف خاصة من مسوؤل يدعي أنه ينتمي لحزب مرجعيته إسلامية (تحتم عليه الوضوح)، و بصراحة لا أعرف هل على رئيس الحكومة أن يلتزم الصمت في ظروف مشحونة بغضب الشعب..؟ وهل أصلا رئيس هذه الحكومة…..أصلح حكومتنا ؟ من صمته هذا أرى أن الحكومة الحالية مآلها الفشل.. لأن قائدها لا يتوفر على صفة القائد القوي، الحكيم و المحاور…

و الملاحظ أن كل الحكومات عبر العالم تعمل وفق أجندات و برامج كانت مسطرة و مدروسة قبل صعودها إلى الحكم و على شأنها تم انتخابها من قبل الشعب و الجماهير في الانتخابات…، أما حكوماتنا الموقرة عبر تاريخها السياسي المعاصر لم يسبق لها أن اشتغلت بهكذا صيغة لأنها بكل بساطة لا تحكم و إنما تنفذ ما تمليه عليها حكومة الظل التي هي الحاكم الفعلي في بلدنا.. فعن أي دستور يتكلمون و عن أية ديمقراطية و عن أي فصل للسلط ووووو !!!

ويبدوا أن الحكومات المتعاقبة.. لم تحل بعد، مشاكل الشعب المغربي.. بل تراكمت الأزمات وتفاقمت ولم يعد بمقدور أية حكومة بدون أفق أن تحقق أي إنجازات .. أما بنكيران فلقد اشتغل طيلة ولايته على تأزيم الوضعية وترك إرثا مثقلا بالديون والفوارق الاجتماعية والأزمات القطاعية في التعليم والصحة والشغل والاقتصاد و و و … لم يشهد التاريخ مثيلا لها .. وهذه الحكومة الحالية في واد و الشعب في واد آخر .. وقادة الأحزاب تصفي الحسابات فيما بينها على حساب كل شيء .. ولا أحد منهم يفكر في الحلول..

و اليوم يجب العثماني إن هو أراد أن يبقى حزبه في الوجود، أن “يدخل مع المغاربة في قطاع الهضرة”، كما قال رمز العطاء والإيثار السيد مصطفى السملالي أو ” علال القادوس “، هذا الرجل الذي لم يتردد في حل مشكل تجاهله المسؤولون في وقت سابق، حيث عرض نفسه للخطر و المرض، وأنقذ بيوتات من الغرق و ممتلكات العباد، وهو الذي لا يملك من الدنيا سوى طنجرة صدئة وإبريق شاي متفحم، وعلبة تبغ رخيص.. علّال رأى سكان حيّه البسطاء متضررون فقدم لهم عونا عظيما دون أن ينتظر المقابل، فاستحق أن يكون بطلا في أعين الجميع..

و أنا على يقين أن الشعب استفاق وأنكم أيها السياسيون ستواجهون بوارا وبخسا لم يكن له نظير على امتداد 60 سنة من الاستقلال.. لأنكم وبكل بساطة لا مشروع مجتمعي لديكم يمكنه أن يثبت مصداقيتكم ولا صحة خطابات حملاتكم الانتخابية.. نموا ثرواتكم وشرعوا لأنفسكم معاشا مريحا لأنها أهدافكم المنشودة ولا مكان لهموم المواطن في أجنداتكم العملية.

اترك رد