وأخيرا كشف الستار

بقلم: عبداللطيف محمد علي راكز (*)

لعل التصريحات الأخيرة التي صدرت عن ترامب، والتي يدعو فيها ولي العهد السعودي ومحمد بن سلمان لتسديد مبالغ طائلة من المال السعودي لحماية عرشه، واستهزاؤه بالمملكة السعودية وقدراتها العسكرية حين قال: بأن محمد سلمان لا يستطيع البقاء على عرشه، لأسبوعين دون حماية المارينز الأمريكي، كشفت بأن النظام السعودي نظام من ورق، وأنه لا هبة له بعد اليوم، ولا كرامة له. فمن يتواطؤ مع إسرائيل عدو الأمة الأكبر، ويدفع مالا كثيرا لجهاز مخابراتها، لافتعال ضجة إعلامية نووية حول إيران. ويدفع أموالا أكثر لنتنياهو لأجل قصف شعب مسلم إيراني، لا ذنب له إلا كونه أراد أن يمتلك سلاحا نوويا حماية له ولأمنه ضد الأعداء الإسرائيليين والأمريكيين المستهدفين همة الأمة. وكشفت كذلك أن محمد بن سلمان ليس إلا رجل مخابرات أمريكي، سقي من علوم اليهود حين كان مقيما بأمريكا ودبلوماسيا فيها، ولا ينكر أحد دعمه الكبير المالي، والمعنوي لترامب عن طريق صهره اليهودي عفوا الصهيوني . فلم تبقى للسعودية كرامة لدى العرب والمسلمين بعد التصريحات السالفة للرئيس الأمريكي. أليس محمد بن سلمان حامي الديار الإسلامية والمسؤول عن بيت الله وحرمه . فكيف يذبح شعبه من الوريد الي الوريد، ولا يستحي من الله تعالى ألم يحول السعودية إلى دولة تقترض المال حاليا ،وتبيع أسهم شركاتها الكبرى. وحولها لدولة عاجزة عن تأمين الحماية لنفسها وشعبها ألم يصبح الشعب السعودي يعيش الفقر واليأس والإحباط والخوف . نعم ، لقد سلط الله عليه الحجاج بن يوسف ” سلمان محمد” الذي عات في الأرض فسادا ،وقتل أبناء عمومته وسجنهم وبناء قصور الزنات والطغات في بلدان عدة وهاهو الأن يحاول إشعال نار بين العرب وإيران بدعم أمريكي وبريطاني وبئيدي إسرائيلية لخلق حرب محتملة سيكتوي بها هو وغيره وبدعم مالي سعودي إماراتي وملايين الشعوب الإسلامية تموت جوعا.

أليست السعودية والإمارات من حول الشعب اليمني البئيس والفقير ، بدعوى محاربة الحوثيين ؟ عبر حرب توسعية استعمارية تكشف البعد الإمبريالي لدول التحالف السني المحاصر لقطر.

أليس آل سعود المسؤول عن مأساة السوريين واللبنانيين . ألا يستدعوون الحريري لإعطاءه التعليمات في إطار حربهم ضد حزب الله ونفوذه هناك. وبتواطؤ مع إسرائيل؟ أليس محمد بن سلمان هو المسؤول عن تصفية الصحافي جمال خاشقجي في تركيا وذلك لاختلافه معه في الرأي ، ومناداته بالإصلاح السياسي هناك؟ هاهو قد اتضح للعالم الآن أن النظام السعودي هو الذي يمارس الإرهاب. وليس القطري. وهو الذي يشكل العدو الأول للأمة العربية و الإسلامية….؟ فكيف يدعي بأن قطر دولة راعية للإرهاب، والحق أنها لا تحتوي إلا الثوار الراديكاليين المناهضين لأنظمة الحكم الإستبدادية في العالم العربي، والإسلامي وبدول العالم . أليست قطر نموذجا للدموقراطية الحقة التي تعني التحام الشعب والأمير في مسار واحد يهدف لرفع شأن الدولة والمواطن. ألم تحاصر قطر جوا، وبرا، وبحرا ؟ وأغلقت عليها المنافذ واستهدفت عسكريا من قبل الجيران . ولولم يكن أميرها حكيما لكان الأمر أسوأ وقضي عليها. فآل سعود والاماراتيين يتربصون الفرصة للقضاء على إمارة قطر وقلب نظامها السياسي حتى لا تخرج على الخط الأيديولوجي لدول الجوار السني . لقد كشف الأمر أخيرا، واتضحت إدعاءات الدول الخليجية واتهاماتها لقطر بالإرهاب ومس سيادة الدول الأخرى والحق أن الأمر يختلف . فالسعودية والإمارات هما الدولتان المتدخلتان في الشأن العربي وكلاهما يخدم أنظمة الإستعمار الغربي والامبريالية الأمريكية . فحين تتدخل الإمارات في الصومال واليمن وقطر ، فذلك يعني كون قياداتها السياسية ذات بعد استعماري و استغلالي . يرسخ منظومة الفوضى الخلاقة في العالم ويسعى لتوزيعها لدول صغيرة تخدم مصالح الكونغرس في تزويده بطلبات شراء الأسلحة منه . مما يكرس منطق التبعية له وعدم استقلاليته في القرار . لقد نجحت قطر في تجاوز محنة الحصار والتآمر عليها إلى حد الآن ولكن لن يهدأ البال لآل سعود والاماراتيين إلا إذا غيرو نظامها السياسي ولهذا على إمارة قطر وقيادتها السياسية أن تكون أكثر يقضةمما فات فما يحاك ضدها من قبل دول الجوار السيئ كبير جدا وخفي. وعلى أميرها أن يكون أكثر حيطة أن يعد إدارته لتكوين جيش متميز واقتصاد قوي يؤمن سلامة بلده وشعبه من قادم الأيام . وما ذلك على أمير قطر، وسياسته ببعيد.

(*) كاتب وصحافي المغربي

اترك رد