وطن يأكل أبناءه

بقلم: أحمد فاضل النوري

قبل خمس سنوات تاهت قافلة من السياح في صحراء الجنوب الشرقي فجندت السلطة حوامة هيليكبتير و بدأت عملية البحث حتى وجدت المبحوث عنهم.
مواطن مغربي حامل للجنسية الفرنسية كان محاصرا في فياضانات كلميم بدأت زوجته تصرخ و تهدد باللجوء إلى السفارة الفرنسية ، قبل أن يرف لك جفنك جاءت قوات الإنقاذ على عجل و تداركت الموقف.
في المقابل في حادثة إيجوكاك استغرقت الجرافات أكثر من 23 ساعة للوصول الى الضحايا التي طمرتها الأتربة ، 17 قتيلا كان بالإمكان إنقاذهم لو سُخرت معدات حديثة في البحث و التنقيب.
في فياضانات گلميم صعد وجل فوق سيارته العالقة في السيول ، انتظر النجدة ، و بعد ساعات جاء الفرج لكن رجال الوقاية ألقوا بحبل هش/متلاشي بمجرد أن أمسك به الضحية ، انقطع في مشهد سريالي.
المشهد الأخير ، مشهد طفل في عمر الزهور يجلس في النافذة يطلب النجدة و يصرخ بصوت يملأ العالم ألما ، اخترقت النار زجاج النافذة و بدأ بدن الطفل يتفتت ليستحيل رمادا و أمه تصرخ إلا أن فقدت عقلها ، وسط هذا المشهد الكارثة رجال الإطفاء يخمدون الحريق بخرطوم مياه صغير ،كمن يدفع فيلا بدغدغته.
هذا الطفل مواطن من الدرجة الثانية أو الثالثة ، لو كان اجنبيا يقول help me بدل طلب المساعدة ، أو au secours بدل النجدة ، لكان التعامل مختلفا.

اترك رد