طلبة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بتطوان يواصلون صرختهم رغم مراسلة مسؤولين

بالواضح – الرباط

ثلاث سنوات بتطوان، ثم ثلاث اخرى بالرباط، هكذا قيل للطلبة لحظة تسجيلهم بالمدرسة، ولم يكن أحد منهم يعلم ان قبولهم بذلك هو في الحقيقة بمثابة ابرام عقد عبودية مدته ثلاث سنوات تشمل حتى العطل الوطنية ، الدينية ، الصيفية و نهايات الاسابيع ، في قفص غير كاف حتى لطلبه السنه الأولى والثانيه الذين يضطرون للبحث عن مأوى بعيد جدا عن المدرسة من اجل متابعة بعض الحصص (المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية ; المعهد الوطني للفنون الجميلة).
البعض يصفها بالمزرعة والبعض الآخر يصفها بعلبة عود الثقاب ، اما الطلبة فيصفونها بالجحيم كيف لا و هم لا يسلمون فيها مكر الـBoss، و مزاجيته المتقلبة ، و عبثه بنقطهم و بنتائجهم و مستقبلهم، بل و إنهم قد حرموا من اساتذة اكفاء لم يسلموا بدورهم من بطش يده و دناءة الفاظه ، و إهانتهم امام الطلبة، فأغلب الأساتذة يرتجلون دروسهم بناء على توجيهات المدير و على صداقات شخصية، ما يضر في نفس الوقت سمعة الوزارة و مستوى تعليم طلبة الهندسة المعمارية.
كما أن صاحب المزرعة منذ تأسيسها سنة 2009، يتحكم في أهم مادة، و هي المشروع، حيث يتحكم شخصيا أو عبر التأثير في الأساتذة في وضع النقط. فنقطة المدير حاسمة ووحدها الموجبة للنجاح أو السقوط، فوضع النقط يتسم عندنا بضبابية تامة.
احتجاجات و إضرابات قد نضمها الطلبة ، رفضا للوضع المهترئ الذي يعيشونه ، غطتها بعض الوعود الواهية بالتغيير او اللإصلاح التي ما لبثت ان اندثرت مع مرور الأيام ، و عاد بيت حليمة إلى مأساته القديمة . أما الآن فيُطلب بكل جرأة من نخبة الطلبة المتفوقين في الباكالوريا – والذين يجتازون مباراة الدخول فيقبل منهم 250 طالبة وطالب من أصل 7000 طالب متفوق في الباكالوريا مترشح لاجتياز المباراة، أي بنسبة 3.5% – أن تدرس في اعداديه لا تتناسب و شروط تدريس الهندسه المعمارية، فهذا يجعل من الطلبة يتوقعون ظروفا دراسية ملائمة تتماشى و معايير الانتقاء الدقيقة، لكن في المزرعة، نشتغل وفق رؤية المدير، الشيء الذي يجعلنا لا نحصل على عدة حصص فنفقد بذلك القدرة على مسايرة طلبة مدرسة الرباط و كذلك طلبة الملحقات الأخرى.
بعد اصدارنا لعدة بلاغات و نشرنا معاناتنا في العديد من الصحف، قررت إدارة المدرسة الخروج عن الصمت و دعوتنا لمناقشة الطريقة التي سيتم الاشتغال بها و الادلاء بآراءنا ، لكن العجيب في الأمر أن هذا الاجتماع سينعقد قبل أقل من أسبوع من بداية الدراسة، ففي هذا الوقت توضع فقط اللمسات الأخيرة، و الأمر الأكثر عجبا هو تجاهل المشكل الأكبر هو مشكل المقر، فكيف لنا أن نناقش البيداغوجية و نحن لا نتوفر على مكان نجري فيه حصصنا، ليس فقط هذا ، بل تم خلق صفحة جديدة على الفيسبوك لمكتب الطلبة الذي لم يصوت عليه الطلبة و الذي هو في الحقيقة مكتب الإدارة، و ذلك لنشر مقال للتطبيل للإدارة و تظليل الرأي العام .

رغم ان الامركزية هي نهج استراتيجي وطني ، إلا أن لها مستلزمات و شروط من الواضح جدا أنها ليست بعد متوفرة في المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بتطوان إذ لا يعقل ان تستمر معاناة الطلبة و اللذين لا ينتمي أغلبهم لجهات الشمال بعيدا عن أسرهم ، فإذا كان راعي القطيع يعتبرهم عبيدا، فإن هذا القطيع يدق ناقوس الخطر، و يناشد الوزارة الوصية و التي تعلم جيـِّدا ما يحدث في ملحقة تطوان، ألا تمدد عقد العبودية هذا ، و أن تمنحهم الحرية التي وعدتهم بها إلى الرباط ، فهم في الغد مهندسون و أطر دولة لا بد و أن ينشأوا في جو يساعدهم على ذلك.

فكما أكد جلالة الملك محمد السادس في خطاب عيد العرش و خطاب عيد الشباب، أنه يرغب في مشاركة جميع المغاربة في مشروع تنموي اجتماعي و اقتصادي لمغرب جديد، فنحن كمغاربة نريد أن نساهم في هذا المشروع، لكن نرى هذا بعيدا في ظل ما نعيشه في ملحقة تطوان.

تعليقات (0)
اضافة تعليق