كارثة بيئية تهدد السلامة الصحية لسكان مدينة سوق السبت

بالواضح – رضوان كمروني

لا حديث خلال هذا الشهر الفضيل الا عن الدخان المتصاعد فوق مباني مدينة سوق السبت والذي يزكم انوف الساكنة ، وذلك جراء إحراق مكونات مطرح النفايات بدوار الرواجح ، والذي يتصاعد منه دخان كثيف يخنق الأنفاس، كما ان حرق الأزبال بهذا المطرح و بشكل شبه يومي ومستمر، ينتج عنه أضرار خطيرة للساكنة، وهو ما لاتعيه الجهات المعنية، من خطورة الغازات المنبعثة منها على صحة المواطنين وأبنائهم، فمن المسؤول عن هذه الكارثة البيئية ؟


إن عملية إحراق الأزبال والنفايات تشكل خطرا حقيقيا على صحة الإنسان أكثر من خطر تلك الأزبال نفسها ، وقد فسر سكان مدينة سوق السبت ان سبب عملية إحراق نفايات المطرح بشكل شبه مستمر راجع لسياسة بيئية مرتجلة، الأمر الذي جعل الدخان يعم المنطقة كلها طوال اليوم خاصة في الليل ، مما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة التي تسببت في اختناق السكان وتفاقم معاناة المرضى، بسبب السموم التي اجتاحت الأجواء ..

المواطنون نددوا بما وصفوه ب”لامبالاة” القائمين بتدبير الشأن المحلي بمدينة سوق السبت تجاه مطالب السكان العادلة، المتمثلة في إبعاد المطرح الذي يتسبب في انتشار الروائح الكريهة، وينذر بكارثة بيئية عواقبها وخيمة، تضر بصحة المواطنين لكون هذه الأزبال التي يتم حرقها ، تنتج مادة سامة وخطيرة تدعي ” بالديوكسين ” بسبب حرق المخلفات المحتوية على الكلور ومواد البلاستيك والمخلفات الطبية وحرق مواد الازبال عامة .
و يعتبر الديوكسين أحد مسببات السرطان كما أفادت بذلك الوكالة الدولية للأبحاث حول السرطان (IARC) ويؤثر كذلك في العديد من الهرمونات البشرية وعمل الكرموسومات ويضعف الغدد الصماء مسببا بذلك العديد من المشاكل الصحية، كالضعف في الجهاز التناسلي والجهاز المناعي ، بالإضافة لذلك فهنالك تدمير كبير للبيئة والسلسلة الغذائية على وجه الخصوص، حيث يصل لمسافات كبيرة عن طريق الماء والغلاف الجوي ويتراكم في النباتات ومنها ينتقل للحيوان ثم الإنسان .
و نظرا لخطورة الديوكسين العالية فإن العديد من المنظمات والهيئات تنقلت حول العالم للتنبيه بخطورة حرق المخلفات وعلى وجه الخصوص المخلفات الطبية والدعوة للتحول إلى طرق بديلة للتخلص من المخلفات الطبية بدل حرقها كاستعمال التعقيم…

وفي هذا الصدد، تواصلت على صفحات التواصل الاجتماعي دعوات السكان للمسؤولين عن الشأن المحلي والاقليمي بإزالة المطرح، وكذا التدخل من أجل إيجاد حلول ناجعة، تحد من الأخطار التي يتسبب فيها المطرح المذكور.. وحسب تصريح
لاحد السكان القريب محل سكناه من المطرح _ م ن _ والذي صرح لجريدة “بالواضح” ان السكان يعيشون معاناة يومية مع الحشرات التي صارت بدورها تخلق مشكلا كبيرا، إذ تتكاثر بشكل ملفت للنظر، وتتغذى من الأجواء الملوثة بفعل مطرح النفايات ، ليضطروا إلى التعايش مع واقع وصفه بـ”الصعب”، أمام الإكراهات الأخرى من الكلاب الضالة والاكياس البلاستكية….. كما ان المعاناة بلغت حد ظهور بعض أمراض الربو وضيق التنفس في صفوف الناشئة وبعض المسنين، وأثرت بشكل بليغ على الزراعة بالأراضي الفلاحية المجاورة.
كما ان استمرار هذه الظاهرة يعتبر تهديدا حقيقيا لسلامتنا وسلامة ابنائنا الصحية.
واضاف ذات المتحدث، بأنه تم إعطاء وعود سابقا من طرف رئيس المجلس البلدي، بحضور باشا المدينة، ومسؤول أمني ومسؤول عن شركة التدبير المفوض، بالتدخل العاجل من أجل إيقاف الحرائق، و رفع مستوى السور والتشجير، وتكليف حراس للمطرح  في غضون إيجاد حلول جذرية.

تعليقات (0)
اضافة تعليق