العثور على جثة مشرد بآسفي.. إلى متى يموت المشردون في الشوارع بعيدا عن مؤسسات الرعاية؟

بالواضح - عبداللطيف أبوربيعة

تم العثور، الجمعة 26 مارس الجاري، على جثة شخص خمسيني بأحد المنازل المهجورة ببلدية سبت جزولة بآسفي بالقرب من الثانوية الإعدادية الفقيه الجزولي.

وبمجرد علمها بالخبر هرعت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بجزولة إلى مكان اكتشاف الجثة رفقة عناصر الوقاية المدنية، و تم نقل الجثة إلى مستودع الأموات بالمركز الاستفائي محمد الخامس بآسفي من أجل تشريحها ومعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة .فيما فتحت عناصر الدرك أبحاثها وتحقيقاتها في القضية بتعليمات من النيابة العامة المختصة ..
وكشفت المعطيات الأولى المتوفرة أن الهالك مختل عقليا ويعيش في وضعية التشرد ولا تظهرعلى جثته أية آثار للعنف بالعين المجردة..
حادث العثورعلى جثة بسبت جزولة بآسفي ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير بطبيعة الحال أمام الكم الهائل للأشخاص في وضعية التشرد كبارا وصغارا نساء ورجالا وأطفالا شاءت الأقدار وحكمت عليهم الظروف لأسباب اجتماعية أو مرضية أو بسبب فقدان الشغل أو الانهيار الأسري وغيرها أن يجدوا أنفسهم في وضعية التشرد بالشوارع والأزقة والمداشر والأسواق الأسبوعية والمحطات الطرقية والموانئ وهنا وهناك يقضون بياض نهارهم في التسكع والتسول وسواد ليلهم القاتم معرضين للمرض والعنف والتحرش والاغتصاب والقهر ولشتى أنواع الاضطهاد..
حادث يجعلنا نتساءل : إلى متى يموت مشردونا في الشوارع بعيدا عن مؤسسات الرعاية الاجتماعية ؟ ومتى سيتغير هذا الوضع؟
وضع يجعل المرء يتساءل عن ماهية السياسات العمومية ذات الصلة بهذه الفئات وعن البرامج الاجتماعية الخاصة بالتكفل وحماية هؤلاء وعن دور السلطات المحلية والجماعات الترابية وكافة المؤسسات الحكومية وعلى رأسها وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة ووزارة الصحة وغيرها من المؤسسات الحكومية المسؤولة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة..
وضع يسائل كل هؤلاء عن المغزي من تسطير برامج لحماية هؤلاء مع وقف التنفيذ أو التنفيذ الجزئي المناسباتي والمرتبط خاصة بفترة البرد وتساقط الثلوج والذي يغيب مع بزوغ الأشعة الأولى لشمس فصل الربيع أو الاستثنائي المرتبط بالحد من تفشي جائحة كورونا ، وعن الجدوى من الحديث عن الإدماج الاجتماعي أو الأسري للصغار منهم والذي لا نسمع به إلا في حديث الاجتماعات أمام الميكروفونات وفي التصريحات لوسائل الإعلام في حين نجد الواقع المرير والمؤلم يئن تحد وطأة التشرد والحرمان والتسول والقهر..
وضع يسائل ما يسمى باللجان الإقليمية لليقظة والتتبع على مستوى العمالات والأقاليم في ظل عدم قدرتها وعدم توفرها على الدعم اللازم والضروري والدائم من المؤسسات الحكومية من أجل المساهمة في تدبير وتسيير مؤسسات الرعاية الاجتماعية المتوفرة والتي لازالت لحد الساعة تعتمد على ما يجود به المحسنون والذي لا يكفي في غالب الأحيان أمام التزايد المضطرد للمستفيدات والمستفيدين ومتطلباتهم اليومية من مأكل ومشرب وملبس وتطبيب …وفي ظل وجود موظفين وعاملين من الجنسين بهذه المراكز هم بدورهم في حاجة لأجور قارة وتعويضات تحفيزية حتى يتمكنوا من تأدية واجبهم المهني والاجتماعي والإنساني الغاية في الصعوبة والخطورة ..
وجدير بالذكر أن الصعوبة تزداد أمام الضغط الذي يشكله اكتظاظ المستفيدات والمستفيدين بالمؤسسات الموجودة بآسفي والتي تعد على رؤوس الأصابع أمام غياب تام لمثيلاتها بالمراكز الشبه الحضرية والقروية كسبت جزولة وجمعية سحيم وثلاثاء بوكدرة وحد احرارة وغيرها وهي المناطق التي ينزح منها أغلب المستفيدين المتواجدين بمؤسسات الرعاية الاجتماعية بمدينة آسفي.

اترك رد