عقد وفد من “منتدى كفاءات إقليم تاونات” اجتماعًا مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين ميداوي، لبحث القضايا المتعلقة بقطاع التعليم العالي في إقليم تاونات، وذلك في إطار اللقاءات المستمرة التي يعقدها المنتدى مع مختلف المسؤولين والوزراء من أجل النهوض بالتنمية في الإقليم.
مطالب المنتدى: نواة جامعية ومنح دراسية
خلال اللقاء، قدّم إدريس الوالي، رئيس المنتدى، عرضًا حول المسار الذي قطعه مشروع الكلية متعددة التخصصات بتاونات، والذي تمت برمجته في قانون المالية لسنة 2018 بغلاف مالي قدره 100 مليون درهم، قبل أن يتم تدشينه رسميًا سنة 2019 من طرف الوزير الأسبق سعيد أمزازي. وأوضح أن المشروع الذي كان مقرّرًا إقامته بجماعة مزراوة، قطع جميع المراحل القانونية والإدارية، لكنه لم يُنفَّذ بعد، رغم وعود الوزارة بإجراء دراسة شاملة للخريطة الجامعية.
وأشار المنتدى إلى أن تأخر تنفيذ هذا المشروع يزيد من معاناة الطلبة، حيث يتابع أكثر من 15,700 طالب من أبناء الإقليم دراستهم بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، نصفهم من الإناث، ويواجه العديد منهم صعوبات مادية تحول دون استكمال تعليمهم. وفي هذا السياق، طالب المنتدى أيضًا بضرورة الرفع من نسبة المنح الجامعية المخصصة لطلبة الإقليم، للتخفيف من الأعباء المالية عليهم.
الوكالة الوطنية للنباتات العطرية والطبية في صلب النقاش
إلى جانب ملف التعليم العالي، ناقش المنتدى وضعية الوكالة الوطنية للنباتات العطرية والطبية، التي يقع مقرها بضواحي تاونات، مسلطًا الضوء على الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه في تعزيز البحث العلمي ودعم الاقتصاد الوطني. وطالب أعضاء المنتدى الوزير بإيفاد لجنة مركزية للوقوف على الخصاص الذي تعاني منه الوكالة، مع إعادة النظر في القانون المنظم لها، بهدف تمكينها من الاضطلاع بمهامها على الوجه الأمثل.
موقف الوزير: التزام بالاستمرارية وحلول جديدة
من جهته، عبّر الوزير عز الدين ميداوي عن تفهّمه للمطالب المطروحة، مشددًا على أن مبدأ الاستمرارية في المرافق العمومية يظل حاضرًا في عمل الوزارة، وأنه سيتم النظر في ملف الأنوية الجامعية التي سبق اعتمادها، ومن بينها نواة تاونات، في إطار مقاربة شاملة تستند إلى معايير موضوعية.
كما أشار إلى أن الوزارة تعمل على إيجاد حلول لمشاكل المنح الجامعية، موضحًا أن تحسين الوضع الاجتماعي للطلبة يعدّ أولوية، وأن هناك تفكيرًا في إشراك القطاع الخاص والمجالس المنتخبة في تمويل السكن والإطعام الجامعي.
أما بخصوص الوكالة الوطنية للنباتات العطرية والطبية، فقد أكد الوزير أنه كان من الداعمين لمشروعها عند إنشائها، وأبدى استعداده لدراسة أي مقترحات عملية يقدّمها المنتدى لتطويرها وتعزيز دورها البحثي والاقتصادي.
نحو رؤية مشتركة لتنمية الإقليم
في ختام الاجتماع، دعا الوزير المنتدى إلى تقديم مقترح مفصّل حول مشروع الكلية متعددة التخصصات بتاونات قبل الدخول الجامعي المقبل، مشيرًا إلى أن الفريق التقني بالوزارة مستعد للتعامل مع الملف بمهنية، في إطار رؤية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار الخريطة الجامعية على المستوى الوطني.
يُذكر أن وفد “منتدى كفاءات إقليم تاونات” ضمّ شخصيات بارزة من مختلف المجالات، من بينها مسؤولون سابقون وأكاديميون وإعلاميون، وهو ما يعكس اهتمام النخب التاوناتية بالدفع بعجلة التنمية في الإقليم، وتعزيز الحق في التعليم العالي وتقوية البحث العلمي، بما يحقق تطلعات الساكنة.