بعد أن ألزمه مجلس الأمن بالاعتذار للمغرب عن انزلاقه اللفظي عندما وصف الصحراء المغربية بالاراضي المحتلة، إلا أن بان كي مون تحايل بطريقة مرتبكة ومتناقضة وعنيدة وأعرب عن أسفه لتداعيات سوء الفهم بدل الاعتذار للمغرب رغم اعترافه بالخطإ، حيث اعتبر أنها لم تكن متعمدة!!!
وقال إستيفان دوجريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنَّ “الأمين العام” يأسف لتداعيات سوء فهم استخدام كلمة “احتلال” للتعبير عن مشاعره الشخصية إزاء محنة اللاجئين الصحراويين في الجزائر، لافتًا إلى أنَّها جاءت عفوية ولم تكن متعمدة بالمرة.
وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، اليوم الاثنين، حسب “الأناضول”: “كي مون لم يقل أي شيء يشير إلى حدوث تغيير في موقف المنظمة الدولية إزاء وضعية إقليم الصحراء، كما أنَّ موقف بان كي مون الحيادي إزاء الملف يبقي كما هو ولم يتغير البتة”.
إلا أن الغريب في مبررات كي مون، هو أنه اعترف بتعاطفه مع البوليساريو عندما أقر بأن كلمة احتلال تعبر عن مشاعره الشخصية ولا تعكس موقف منظمة الأمم المتحدة، وهذا تصرف غير مسبوق على مستوى الأمناء العاميين للأمم المتحدة، ويضرب في عمق وضعه كوسيط ديبلوماسي بين الأمم والشعوب.
وردًا على أسئلة الصحفيين بشأن إمكانية تقديم اعتذار من قبل الأمين العام لاستخدامه كلمة “احتلال”، قال المتحدث الرسمي: “بان كي مون يأسف لتداعيات سوء فهم الكلمة التي استخدمها، هو لم يذكر هذه الكلمة سوى مرة واحدة فقط، وهي كلمة تلقائية وخرجت منه في ظروف خاصة للتعبير عن مدى تأثره وحزنه بما شاهده في مخيمات اللاجئين الصحراويين”.
وأضاف: “مرة أخرى أود التأكيد على أنَّ كلمة احتلال التي استخدمها الأمين العام كانت عفوية ولم تكن متعمدة بالمرة”.
وحول الخطوة التالية المتوقعة من الأمين العام بشأن التوتر الحالي بينه وبين المملكة المغربية حول الملف، قال إستيفان دوجريك: “الأمين العام يدعو جميع الأطراف إلى ضرورة استئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة من أجل التوصل إلى حل مقبول من كلا الطرفين”.
وعن موقف الأمين العام للأمم المتحدة إزاء رد فعل مجلس الأمن الدولي على التوتر الحالي بين المغرب وكي مون بشأن بعثة “مينورسو” وإقليم الصحراء، صرَّح المتحدث: “ولاية بعثة مينورسو قادمة من مجلس الأمن، وأعتقد أنَّ هناك مسؤوليات تقع على جميع الأطراف”.
وغادر 84 شخصًا من موظفي بعثة الأمم المتحدة في إقليم الصحراء “مينورسو” البلاد، في 20 مارس الجاري، بناءً على طلب المغرب على خلفية التوتر القائم بين الجانبين، بحسب بيان لوزارة الخارجية المغربية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، قد زار مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر، مطلع مارس آذار الجاري، وأكَّد أنَّه لن يدخر جهدًا للمساعدة في تحقيق تقدم للتوصل إلى حل لقضية الصحراء، واصفًا وجود المغرب بـ “الاحتلال”.