هل مواقف زياش وراء “إقباره كروياً”؟

يبدو أن مسيرة حكيم زياش، أحد أبرز نجوم كرة القدم المغربية في العقد الأخير، دخلت منعطفاً صعباً يثير تساؤلات حول أسباب تراجع بريقه وتعثر انتقالاته المتكررة إلى أندية جديدة، آخرها فشل صفقة انضمامه إلى نادي كلوج الروماني رغم تقدم المفاوضات إلى مراحل متقدمة. وبين من يرى أن الإصابات وسوء الحظ وراء هذا التراجع، ومن يعتبر أن مواقفه الجريئة أسهمت جزئياً في الحد من الاهتمام بخدماته، يظل زياش حالة استثنائية في المشهد الكروي المغربي والدولي.

منذ مغادرته أياكس أمستردام نحو تشيلسي سنة 2020، لم تنعم مسيرته بالاستقرار. فبعد بداية واعدة في لندن، توالت فترات التهميش والتراجع في الأداء، لتبدأ بعدها سلسلة من الصفقات الفاشلة. ففي صيف 2023 كان قريباً من الانتقال إلى النصر السعودي قبل أن تتعثر الصفقة بسبب نتائج الفحص الطبي، ثم تكرر السيناريو مع غالاطا سراي التركي وأهلي جدة وروما الإيطالي، وصولاً إلى كلوج الروماني الذي أعلن انسحابه لأسباب مالية وطبية، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

زياش ليس مجرد لاعب موهوب؛ فقد عُرف بمواقفه السياسية الواضحة، أبرزها تضامنه مع الشعب الفلسطيني خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث نشر رسائل دعم مؤثرة وتبرع بمبادرات إنسانية لفائدة المتضررين. هذه المواقف أكسبته احترام الجماهير العربية، لكنها أثارت في المقابل تحفظ بعض الأوساط الرياضية والإعلامية الأوروبية التي تتحفظ على الانخراط السياسي للاعبين.

ويضاف إلى ذلك أن زياش يتمتع بشخصية قوية ترفض المجاملة أو التنازل، وهو ما جعل علاقاته مع بعض المدربين متوترة في فترات مختلفة. وقد كانت العودة إلى المنتخب المغربي بقيادة وليد الركراكي نقطة تحول في مونديال قطر، حيث لعب دوراً محورياً في وصول الأسود إلى نصف النهائي.

من بين أبرز التحديات التي تواجهه اليوم غيابه عن المنتخب المغربي في التصفيات الأخيرة، يعود هذا الغياب بشكل رئيسي إلى قلة مشاركاته مع ناديه وعدم جاهزيته البدنية، دون وجود أي إعلان رسمي عن اعتزاله الدولي. ويؤكد المدرب أن الباب مفتوح أمام زياش للعودة بمجرد استعادة مستواه الفني وجاهزيته البدنية.

اليوم، يجد حكيم زياش نفسه بين موهبة فذة لا يختلف عليها اثنان، ومواقف يعتز بها، ومسار احترافي تعترضه سلسلة من التحديات المهنية. وبين من يعتبره ضحية فساد البنية الكروية، ومن يراه ضحية جرأته في الدفاع عن قناعاته، يظل زياش أحد أكثر اللاعبين المغاربة إثارة للإعجاب.

تعليقات (0)
اضافة تعليق