بقلم: هشام بلحسين
من يتابع بعض البرامج الرياضية في الدول العربية سيلاحظ بوضوح الجدل الذي يرافق كل إنجاز يحققه المنتخب الوطني. فبدلاً من أن تكون النجاحات دافعاً للاحتفاء العربي المشترك، أصبحت، للأسف، هدفاً لانتقادات حادة تتلبّس بمشاعر الحسد والغيرة من بعض الأصوات التي باتت تراه تهديداً لهيمنتها التي اعتادت عليها لسنوات طويلة.
هذا الواقع ليس بجديد في عالم الرياضة؛ فكلما تقدّم فريق نحو القمة، ظهرت حوله موجات من الشكوك ومحاولات لإطفاء وهج إنجازاته. ومع ذلك، يُلاحظ أن كثافة تلك الردود لم تعد خافية على المتابع العادي، حيث يسهل ملاحظة نبرة الغل في التحليلات والتعليقات، وكأن تألق المنتخب الوطني أصبح عبئًا ثقيلاً على البعض بدلاً من أن يكون مصدر فخر عربي مشترك.
ومع ذلك، فإن هذه الحالة تحمل في طياتها رسالة إيجابية: عندما تزداد الأصوات الناقدة بهذا الشكل، فهذا غالبًا ما يُعتبر مؤشراً على أن الفريق يسير في الاتجاه الصحيح. القمة لا تُستفز إلا عندما تكون حقيقية، ولا تُثير الحساسية إلا عندما تأتي من مشروع ناجح يُثمر نتائج واضحة على أرض الملعب.
لقد أثبت المنتخب الوطني في الآونة الأخيرة أنه يمتلك مشروعاً رياضياً مدروساً قائمًا على العمل والتخطيط والاستقرار، وهو ما انعكس على أدائه وثقته بنفسه، وعلى قدرته المستمرة على تجاوز التوقعات وصناعة الإنجازات. بدلاً من الانشغال بأصوات الغضب والحسد، يُفضل التركيز على مواصلة البناء والحفاظ على الزخم الذي أصبح مصدر فخر لجماهير الوطن.
في الختام، تبقى الرياضة ساحةً للتنافس الشريف، لكن الأصوات التي تسعى للتقليل من الإنجازات هي في الحقيقة شهادة غير مباشرة على قوة المنتخب وتفوقه. طالما يسير الفريق بثبات نحو مزيد من التطور، فلنستمر في تحقيق الإنجازات، ولتستمر الأصوات الغاضبة، فهي أفضل دليل على أن الطريق الذي نسلكه هو الطريق الصحيح.