اين الاحزاب؟
بواسطة
_ بتاريح نوفمبر 17, 2018
بقلم: احمد عنج
هل فشلت الأحزاب السياسية المغربية في تشكيل قاطرة للتنمية السياسية والتبني الفعلي والواقعي لمطالب الجماهير؟
– فالرجوع الى التجربة السياسية بالمغرب التي تعتبر حديثة نجد ان اغلب الاحزاب المغربية صنعت على المقاس في مراحل مختلفة من تاريخ المغرب فهده الأحزاب لم تنبثق من تكثلات فكرية وسياسية تجمعها وحدة المبدأ السياسي ووحدة الهدف ومرجعية يتعاطف معها وينخرط فيها مختلف افراد المجتمع على اختلاف مشاربهم وشرائحهم ومستوياتهم متجاوزين الفروقات الطبقية والفكرية والجغرافية والمجالية تكرس مبدأ الديقراطية والمساواة والاندماج الساسي بهدف بناء مشروع سياسي يتبنى مطالب الجماهير ،أعظائه، وأنصاره و تصب في قالب نظري وبرامج معقلنة دات حمولة اديلوجية وسياسية وفكرية بنية الضغط على اجهزة الدولة ومشاركتها صنع القرار او بهدف الوصول الى الحكم من اجل تنفيد تصوراتها والترجمة الفعلية لها.
– فالاحزاب المغربية ظلت بناء فوقي على مستوى القيادة والتنظيم -باستثناء فترات قصيرة- ،غير قادرة على جعل المجتمع قوة تنظيمية ونسق متكامل ومتماسك سياسيا واجتماعيا يتيح لأفراده التعبير الحر وانتاج الافكار والانخراط في تقوية النسيج السياسي وبناء مجتمع واع قوي سياسيا وفكريا واجتماعيا واقتصاديا اي خلق نهضة وطنية شاملة الابعاد.
– لقد فشلت الاحزاب المغربية في مد جسور تربط بينها وبين مكونات المجتمع المدني وافراده وفي تكوين قواعد لارساء وعي سياسي قادر على استيعاب التفاعلات السياسية في البلاد وتحديد المسؤولية ومن يتحملها وما دور الاحزاب فيها ؟
هذا راجع الى انعدام التواصل وهشاشة التأطير وهزالة واقعية وجود الفاعل السياسي المُتحزب في الساحة، حيث ظلت الاحزاب متحصنة في برجها العالي تفصلها مسافات عن المجتمع المدني، بل ان بعضها اتجه الى تكريس الولاء السياسي للفرد الزعيم ونفي الولاء السياسي الموحد للحزب. فما ظاهرة التفريخ للاحزاب التي عرفت طفرة في المغرب الا عنوان عن غياب الاقتناع بسياسة او اديلوجية عقائدية حزبية في اوساط الساسة والقادة الكبار لأحزابنا فبالأحرى تلقينها للغير ،فالارتياط شكلي فحسب وفي احيان نفعي او مصلحي لا غير، وما التفريخ الا اكبر دليل على عدم الإلتزام السياسي وهيمنة واقع ممزق سياسيا تغيب عنه منهجية سياسية واضحة المعالم تتميز بصفاء الرؤية للواقع العام ومطالبه وانشغالاته ،وتبقى الانتخابات هي الشباك الوحيد التي تحاول من خلاله الاحزاب مد جسر لها للتواصل مع المجتمع وافراده وبطرق مبتدلة، وبشعارات براقة بواجهة مجملة للتغرير بالراي العام واقتناص أصواته ،لكن عدم وفاء الاحزاب بالتزاماتها واستمرار خيبات المواطن فقدت الجماهير الثقة وانتشرت اصوات المقاطعين لها والعزوف عن التصويت والخوض في السياسة وشؤونها حيت اضحت في فكر فئة عريض من الجماهير كمصدر للاغتناء والانتهازية، بدل تمثيلة نيابية وحكومية لتدبير الشان العام للوطن، وتبقى كل الاصوات الحرة المسؤولة التي تنادي بصدقية مطالبها معزولة نشاز لا موقع ولا تنظيم لها.