اختُتمت صباح الأحد 30 نونبر فعاليات النسخة الأولى من مهرجان تاونات للشعر المغربي – دورة الشاعر إدريس الجاي، الذي نظمه منتدى كفاءات إقليم تاونات بشراكة مع بيت الشعر في المغرب وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل. وشكّل الحدث لحظة احتفاء بالاسم الرفيع للشاعر الراحل ابن الإقليم إدريس الجاي، أحد أبرز الأصوات التي أغنت التجربة الشعرية المغربية ورسخت حضورها داخل المشهد الثقافي الوطني.
وافتتحت الدورة بكلمات رسمية لإدريس الوالي رئيس منتدى كفاءات تاونات، ومراد القادري رئيس بيت الشعر بالمغرب، ثم فؤاد المهداوي ممثّل الوزير المهدي بنسعيد، حيث أجمع المتدخلون على القيمة الرمزية للمهرجان باعتباره تكريمًا لجيل شعري مغربي صنع صورة القصيدة باعتبارها حاملة للجمال والمعرفة. كما عُرضت شهادات مسجّلة لإدريس اليزمي ونجيب الزروالي، وثّقت لخصال الراحل وإسهاماته في الإذاعة المغربية وبرامجه الشهيرة التي رسخت حضوره الثقافي.
وشهد اليوم الأول مشاركة مؤثرة لسليم الجاي نجل الراحل، قدّم كلمتين بالعربية والفرنسية، قبل الإعلان عن نتائج جوائز إدريس الجاي الشعرية للناشئة، والتي توّجت هند العيان بالرتبة الأولى، متبوعة بإسماعيل أيت إيدار وهالة بوطلاقة. كما خُصّصت ورشة لتقنيات الكتابة الشعرية لفائدة تلاميذ مؤسسة التفتح، أطرتها الشاعرة علية الإدريسي البوزيدي.
وتواصلت الفعاليات بجلسات احتفاء وشهادات قدمها كتّاب وصحافيون مقربون من الراحل، تلاها حفل شعري بمشاركة مراد القادري، محمد بشكار، عبد الرحيم الخصار، إسماعيل علالي وإدريس الواغيش، مع وصلات موسيقية للفنان أحمد موسى فارس. أما الندوة النقدية حول ديوان “السوانح”، فقد شارك فيها باحثون ونقاد، وسيرها الشاعر إبراهيم الديب.
وعلى هامش البرنامج، استقبل عامل إقليم تاونات عبد الكريم الغنامي ضيوف المهرجان بمخيّم “واد يفران”، حيث أشاد بالمبادرة الثقافية وبأهمية ترسيخ تقليد سنوي للشعر بالإقليم. وتواصلت الأمسية الشعرية الثانية بمشاركة نخبة من الأسماء البارزة، قبل تخصيص فقرة الختام لتكريم شعراء من جيل الريادة: مليكة العاصمي، أحمد مفدي ومحمد علي الرباوي.
وقد حالت الأحوال الجوية دون تنظيم الزيارة المقررة لمسقط رأس الراحل بجماعة كلاز، على أن يتم تحديد موعد لاحق لها. واختُتم المهرجان بإشادة واسعة من المشاركين الذين عبّروا عن اعتزازهم بالمستوى التنظيمي وبالحضور الثقافي الذي يزخر به إقليم تاونات، آملين أن تتحول هذه الدورة الأولى إلى تقليد سنوي يرسي موعدًا شعريًا وطنيًا بارزًا يعزز المشهد الثقافي المغربي.