قوات بورتسودان ترتكب مجزرة ضد المدنيين في جبال النوبة

خاص

في هجوم بطائرة مسيّرة “مزدوجة الضربة”، قُتل العشرات من النساء والأطفال على مدنيين في جبال النوبة يوم الأحد، وفق تقارير. حيث قتل إن ما لا يقل عن 48 شخصًا لقوا حتفهم، معظمهم من الأطفال والطلاب من كلية الحكيمة الصحية، بالإضافة إلى إصابة ثمانية آخرين بجروح خطيرة، مما يجعلها الهجوم الأكثر دموية على المدنيين في جبال النوبة منذ اندلاع الحرب الأهلية في أبريل 2023. وقع الهجوم في قرية كُومو، التي تبعد حوالي 10 كيلومترات شرق كاودة، وهي بلدة زراعية تقع في وادٍ واسع، حيث أوردت صحيفة التلغراف تقارير عن المنطقة في وقت سابق من هذا العام.

تأتي هذه التقارير من الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، وقالت الحركة في بيان: “لم يكن هذا هدفًا عسكريًا، ولا منطقة قتال نشطة… الهجوم استهدف عمدًا المدنيين غير المقاتلين”، مضيفة أن قوات بورتسودان لديها “تاريخ طويل من الهجمات الجوية على المدنيين في جبال النوبة، والنيل الأزرق، ودارفور”.

وأضاف البيان: “هذه ليست خطأ معزولًا، ولا تقديرًا خاطئًا في ساحة المعركة. إنها جزء من نمط من العنف المنهجي ضد المجتمعات التي تقع خارج مصالح الدولة السياسية والعسكرية”.

وأوضحت المصادر المستقلة للصحيفة أنه بعد الهجوم الأول، تجمع الناس في الموقع، قبل أن يُنفذ الهجوم الثاني بعد دقائق قليلة، مما أسفر عن مقتل معظم المدنيين، نقلاً عن شهادات شهود عيان. وتُظهر الصور المنسوبة إلى الموقع بقايا العديد من الضحايا، حيث كانت بعض الجثث محترقة تمامًا، على ما يبدو بسبب حرقها داخل المباني. بينما توجد جثث أخرى، بما في ذلك جثث أطفال، ملقاة في العراء، بعضها يعاني من إصابات في الرأس وأطراف مهشمة.

وقال أنتوني جمال، منسق الأمن الغذائي في وكالة الإغاثة وإعادة التأهيل السودانية في جبال النوبة، لصحيفة التلغراف إنه “أسوأ قتل جماعي للمدنيين الأبرياء” سمع عنه في المنطقة.

من جانبه، وصف يوهانس بلات، الرئيس التنفيذي لوحدة تنسيق جنوب كردفان والنيل الأزرق (SKBNCU)، وهي منظمة غير حكومية ترافق صحيفة التلغراف في وقت سابق من هذا العام، وتقوم بتنظيم المساعدات عبر جبال النوبة، الهجوم بالطائرة المسيرة يوم الأحد بأنه “مثير للقلق للغاية”.

وقال إن الهجوم بدا “دقيقًا جدًا وموجهًا جدًا”، مما يوحي بأن “شخصًا ما لابد أنه كان يعرف أن هناك الكثير من الناس هناك”.
وأضاف بلات أن هناك ملاجئ وأماكن للمدنيين في جبال النوبة مثل الخنادق والأنفاق، ولكنه حذر من أن الطائرات المسيرة تمثل “خطرًا جديدًا”، مختلفًا عن التهديدات الجوية السابقة.

وأوضح قائلًا: “على عكس الطائرات، فإن الطائرات المسيرة بالكاد تُسمع، وعندما يلاحظ أحدهم الصوت، غالبًا ما يكون الأوان قد فات”.

يذكر أنه خلال حرب 2011، استخدمت قوات بورتسودان طائرات أنطونوف للنقل في حملة قصف ضخمة استهدفت المستشفيات والبنية التحتية المدنية، مما أسفر عن مقتل وتشريد الآلاف في جبال النوبة.

وقال بلات: “لدينا تدابير ضد الهجمات بالطائرات، مثل الخنادق والأنفاق، والناس يعرفون ذلك، ولكن الطائرات المسيرة، هذا هو الخطر الجديد”.
وذكرت تقارير إعلامية محلية بأن قوات بورتسودان استهدفت مؤخرًا معسكرات تدريب حركة تحرير السودان-الشمال ومستودعات الإمدادات.
تخوض السودان حربًا أهلية مدمرة منذ أبريل 2023، عندما اندلعت المعارك المفتوحة بين الفريق عبد الفتاح البرهان، ونائبه السابق، الفريق محمد حمدان دقلو، القائد العسكري المعروف باسم حميدتي. أجبرت أعمال العنف نحو 14 مليون شخص على الفرار من منازلهم، وتقدر بعض التقديرات عدد القتلى بنحو 400,000 شخص، وفقًا لتوم بيرييلو، الذي كان المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى السودان حتى هذا العام.

وقد وصفت الأمم المتحدة الحرب بأنها “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”. في الشهر الماضي، تم التأكد من حدوث مجاعة في كادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، التي تحاصرها قوات بورتسودان، مما قطع الإمدادات الغذائية والمياه والطبية عن مئات الآلاف من الأشخاص.

ويأتي هذا في وقت تتصاعد فيه الاشتباكات بين قوات بورتسودان وحركة تحرير السودان-الشمال، التي دخلت في تحالف مع قوات الدعم السريع في يناير، مما حول مركز الحرب شرقًا من دارفور. هاجمت القوات المتحاربة منطقة كارتالا في هبيلة، وهي منطقة تسيطر عليها قوات بورتسودان، والتي تبعد حوالي 120 كيلومترًا عن كاودة، يومي الخميس والجمعة.

تحتوي ولايات كردفان على حقول النفط الرئيسية في السودان وتعمل كمنطقة عازلة بين دارفور وشرق السودان، وفقًا لشبكة عين، وهي منظمة إعلامية سودانية مستقلة تتابع الحرب المستمرة.

وتهدف قوات بورتسودان إلى “الاستيلاء على المنطقة الغنية بالنفط واستخدامها كنقطة دخول إلى منطقة دارفور التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع”، وفقًا لتقرير الصحيفة.

تعليقات (0)
اضافة تعليق