وفاة “رامسفيلد” أحد مهندسي الحرب على الإرهاب

بالواضح - وكالات

يعتبر من صقور إدارة الرئيس الأمريكي الجمهوري جورج بوش الابن، إنه دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الأسبق الذي توفي اليوم عن عمر ناهز 88 عاما. وينظر إلى رامسفيلد على أنه المهندس الرئيسي لحرب العراق لكنّ بوش اضطر لإقالته.

توفي وزير الدفاع الأميركي الأسبق دونالد رامسفيلد، الذي قاد حربي بلاده في أفغانستان والعراق خلال رئاسة جورج دبليو بوش، عن 88 عاما في ولاية نيو مكسيكو، حسبما أعلنت عائلته في بيان الأربعاء (30 يونيو 2021).

وقالت عائلة وزير الدفاع الأسبق في بيانها إن “التاريخ قد يذكره لإنجازاته الاستثنائية خلال ستة عقود من الخدمة العامة، لكن للذين عرفوه بشكل أفضل … سنتذكر حبه الراسخ لزوجته جويس وعائلته وأصدقائه، والنزاهة التي اتسمت بها حياته المكرسة للوطن”.

وكان دونالد رامسفيلد من الصقور في إدارة الرئيس الجمهوري جوج بوش الابن. كما يعتبر المهندس الرئيسي لحرب العراق إلى أن استبدله بوش مع تعثر الولايات المتحدة هناك بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من القتال.

ويعد دونالد رامسفيلد أحد أبرز الشخصيات الذين كانوا وراء إطلاق العملية العسكرية في أفغانستان عام 2001 و”الحرب على الإرهاب” عقب هجوم تنظيم “القاعدة” على نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر، وكذلك الحرب على العراق عام 2003، التي تم بنتيجتها إسقاط نظام صدام حسين، والتي أسفرت عن سنوات طويلة من الانفلات الأمني في العراق.

وكان رامسفيلد يحذر من خطورة أسلحة الدمار الشامل العراقية التي لم يتم العثور عليها بعد التوغل في العراق، وحدثت أثناء فترته في المنصب إحدى أكبر الفضائح التي أساءت إلى سمعة القوات المسلحة الأمريكية، وهي تلك المتعلقة بالتعذيب وإهانة السجناء في سجن أبوغريب بالقرب من بغداد.

وعلى خلفية الفضيحة قدم رامسفيلد استقالته من منصب، لكن الرئيس بوش رفضها.
وكان رامسفيلد مسؤولا عن السماح باستخدام الأساليب العنيفة لاستجواب المحتجزين المشتبه بهم في قضايا الإرهاب، وخاصة في معتقل غوانتانامو الأمريكي في كوبا، مما أثار إدانة واسعة على الساحة الدولية ومن قبل منظمات حقوق الإنسان خارج وداخل الولايات المتحدة.

وتمت إقالته من منصب وزير الدفاع في نوفمبر 2006 وسط انتقادات شديدة بسبب الحرب في العراق، وذلك بعد أيام من إعلان بوش أن رامسفيلد باق في المنصب حتى انتهاء ولاية بوش الرئاسية.

ويحمل الكثير من المحللين رامسفيلد المسؤولية الشخصية على بعض الأخطاء الأمريكية في العراق، منها العدد القليل للعسكريين الذين تم إرسالهم إلى العراق، مما جعل من المستحيل الحفاظ على الاستقرار في البلاد في أعقاب الإطاحة بصدام حسين، إضافة إلى القرارات المثيرة للشكوك التي اتخذها قائد الإدارة العسكرية الأمريكية في العراق بول بريمر، منها حل القوات المسلحة العراقية وتهميش جميع المسؤولين البعثيين السابقين من أجهزة الإدارة.

وبعد ترك رامسفيلد لمنصبه أجرى الوزير الجديد روبرت غيتس تغييرات جذرية في قيادة واستراتيجية القوات الأمريكية في العراق.

ويوجه المنتقدون نفس الاتهامات إلى رامسفيلد بشأن أفغانستان، حيث لم تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة على الأوضاع الأمنية على الرغم من إسقاط حكم حركة “طالبان” بسرعة، وعدم قدرة القوات الأمريكية على القبض على زعيم “القاعدة” أسامة بن لادن، الذي تم القضاء عليه بعد 10 سنوات من دخول أفغانستان.

تعليقات (0)
اضافة تعليق