أدان إعلاميون وناشطون عرب وأجانب، في بيان مشترك، السياسات والسلوكيات المتبعة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدين أنها تشكل قطيعة مع نهج الإدارات الأمريكية السابقة لصالح عقيدته السياسية القائمة على شعار “أميركا أولاً”، وما يرتبط بها من مواقف متقلبة ظهرت ملامحها في ملفات فنزويلا واليمن وفلسطين المحتلة والصين وحلف شمال الأطلسي، بصورة تعكس عشوائية غير مفهومة في رؤيته للسياسة الخارجية وتنفيذها.
وأوضح البيان أن سياسات ترامب في المنطقة والعالم لا تبدو انعزالية خالصة ولا إمبريالية توسعية، ولا حتى تجسيداً عملياً لشعار “أميركا أولاً”، بقدر ما تشبه، وفق توصيفهم، منهجية الملوك والأباطرة والقياصرة في العهود القديمة، بما تحمله من نزعات غير مستقرة وقرارات غير متوقعة. واعتبر الموقعون أن هذا النهج يشكل كسراً وانتحاراً لقواعد اللعبة السياسية التي صاغتها القوى العظمى عقب الحرب العالمية الثانية، مؤكدين أنه لم يسبق لقوة عالمية أن فككت بشكل متعمد منظومة دولية صُممت أساساً لحماية قيادتها وتموقعها الاستراتيجي، الأمر الذي يهدد بدخول العالم في “فترة فوضوية” غير واضحة المعالم.
وحذر البيان من أن هذا التخبط سيعمّق حالة العنف والاضطراب السائدة إقليمياً ودولياً، مشيراً إلى أن استمرار النهج الحالي للإدارة الأمريكية سيضاعف من حدة التوترات، ويعزز مسارات عدم الاستقرار على حساب الأمن والسلم الدوليين.