السيارات المهملة في شوارع الرباط: خطر صامت يهدد جمالية العاصمة

بقلم: عمر المصادي

تعرف مدينة الرباط، عاصمة المملكة المغربية، برونقها الحضاري، وعمرانها المتناسق، ومكانتها الثقافية المتميزة كإحدى مدن التراث العالمي حسب تصنيف اليونسكو. غير أن هذه الصورة الراقية التي تسعى المدينة إلى الحفاظ عليها وتطويرها، تتعرض للتشويه بسبب عدد من الظواهر السلبية، لعل أبرزها في الآونة الأخيرة انتشار السيارات المهملة والمتخلى عنها في الشارع العام.
ففي عدد من أحياء العاصمة، سواء في وسط المدينة أو في أطرافها، أصبحت مشاهد السيارات المهترئة أو المتعطلة التي تركت لسنوات في نفس المكان، مألوفة، إذ نجدها تحتل الأرصفة، تقف في أماكن الركن العمومي، أو تتكدّس جانبا في زوايا الأحياء، لتتحول مع الوقت إلى نقاط سوداء تشوّه المنظر العام وتقلق راحة الساكنة.
هذه السيارات لا تؤثر فقط على جمالية الرباط كعاصمة سياسية وثقافية، بل تطرح أيضا مشاكل عملية وبيئية عديدة:
– إعاقة حركة السير وركن السيارات، خاصة في الأحياء التي تعرف كثافة سكانية عالية.
– تحولها إلى مكبات للنفايات، ما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات.
وفي بعض الحالات، تصبح ملاذا لسلوكيات مشبوهة أو عرضة للتخريب والسرقة، مما يزيد من شعور المواطنين بعدم الأمان.

ورغم المجهودات المبذولة من طرف بعض المقاطعات والسلطات المحلية، إلا أن غياب استراتيجية شاملة ومنتظمة للتعامل مع هذه الظاهرة يجعل التدخلات غالبا ما تكون ظرفية أو غير كافية.
ومن هذا المنطلق، أصبح من الضروري اعتماد خطة واضحة المعالم لمعالجة هذا الإشكال، تشمل على سبيل المثال:
– جرد شامل للسيارات المهجورة بالتعاون بين الشرطة الإدارية ومصالح الأمن.
– إشعار أصحابها بمهل قانونية لإزالتها.
– سحب السيارات التي لا يتم الإستجابة بشأنها إلى المستودعات البلدية، مع فرض غرامات مناسبة.
كما يمكن إطلاق حملات تحسيسية توعوية، تبين للساكنة خطورة الظاهرة، وتدعوهم إلى المساهمة في الحفاظ على جمالية المدينة.
ولا تقل أهمية إشراك المواطنين في هذا الورش، عبر تخصيص منصة إلكترونية للتبليغ عن السيارات المهملة، وتوفير قنوات تواصل فعالة مع السلطات المختصة.
إن جمالية الرباط ليست فقط مسؤولية المؤسسات، بل هي أيضا انعكاس لوعي المواطن بقيمة مدينته ومحيطه. فلنحافظ جميعا على صورتها كعاصمة نظيفة، أنيقة، وراقية، تليق بتاريخها ومستقبلها.

اترك رد