المبادرة الأطلسية الملكية، فرص التنمية والمخاطر الأمنية، موضوع ندوة علمية بسلا

نظمت جمعية الأهداف النبيلة اليوم بسلا ندوة علمية تحت عنوان: “المبادرة الملكية الأطلسية: فرص التنمية والمخاطر الأمنية”، وذلك في إطار انخراطها في مواكبة النقاش العمومي حول القضايا الوطنية الكبرى.

وسلط اللقاء، الذي احتضنه المركز الثقافي سعيد حجي والذي عرف حضور ثلة من الخبراء والباحثين، الضوء على المبادرة الأطلسية للملك محمد السادس، الرامية إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، لتسهيل مشاركتها في التجارة الدولية وتحفيز التعاون الاقتصادي والأمني بالمنطقة، بفضل الموقع الاستراتيجي للمملكة كجسر يربط بين بلدان القارة الإفريقية وباقي دول العالم.

كما تسعى الرؤية الملكية، وفق عبدالعزيز ملوك رئيس مركز الأهداف النبيلة، إلى تعزيز العلاقات التاريخية التي تربط المغرب بالبلدان الإفريقية، والمساهمة في إعادة تشكيل مشهد جيوستراتيجي جديد للقارة الإفريقية برمتها لفتح آفاق جديدة للتعاون والتنمية المستدامة بين دول القارة.

وفي كلمة له بالمناسبة، أبرز عبدالعزيز ملوك دور الدبلوماسية الموازية، في التعريف بمزايا وأهداف المبادرة الملكية الأطلسية، مشيرا إلى أن موضوع هذا اللقاء يندرج في إطار إبراز التعاون البيني الذي تدعو إليه المملكة لتعزيز الاندماج مع البلدان المطلة على المحيط الأطلسي.

وفي السياق ذاته، تطرق الإعلامي عبدالصمد ناصر إلى الدور الحيوي للإعلام في مواكبة النقاش العمومي حول القضايا التي تهم ارتباط المملكة المغربية ببلدان القارة الإفريقية، مشددا على أهمية إحداث قنوات فضائية موجهة لشعوب القارة، تعكس التوجهات الاستراتيجية للمغرب وتعزز حضوره الإعلامي والثقافي داخل الفضاء الإفريقي. كما نوه بالمستوى العلمي الرفيع للندوة، وما تضمنته من مداخلات تسلط الضوء على أبعاد متعددة للمبادرة الملكية.

من جهته، شدد الدكتور الحسن عبيابة، الوزير السابق وأستاذ التعليم العالي، في معرض تذكيره بالبعد التاريخي والانتماء الجغرافي للمملكة وارتباطها ببلدان القارة الإفريقية.

ولفت الدكتور مصطفى بنعلي، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، إلى أن الهدف من هذا اللقاء يكمن في إبراز وجاهة وسمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي، داعيا إلى جعل الأقاليم الجنوبية منصة حقيقية للاندماج الإقليمي تشمل الفضاءين الإفريقي والأطلسي.

وبدوره، أكد الدكتور محمد بودن، أستاذ التعليم العالي ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية، على مقاربة الحزم التي ينهجها المغرب على الصعيد الدبلوماسي، وهو ما أثمر نتائج ملموسة، موضحا أن هذه السياسة مكنت المملكة من الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية رغم الخلافات القانونية مع الاتحاد الأوروبي.

كما تطرق الدكتور موسى المالكي، أستاذ التعليم العالي ورئيس شعبة الجغرافيا السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى التوجه الجيوسياسي الجديد للمغرب من خلال اقتراح مصطلح “الاقتصاد الأزرق أو اقتصاد المحيطات”، الذي يكرس ويبرز الموقع الجيوستراتيجي للمملكة كملتقى طرق بين إفريقيا وباقي القارات الخمس، بفضل موقعها كمحور رئيسي وأساسي لتطوير التبادل التجاري والعلاقات الاقتصادية والتجارية العابرة للقارات.

ومن جهته، أكد الإعلامي علي الأنصاري، رئيس مركز تومبوكتو للدراسات الاستراتيجية، على دور إمارة المؤمنين في تعزيز الروابط الدينية والثقافية بين شعوب القارة الإفريقية والمملكة المغربية.

وشكلت هذه الندوة محطة جديدة لتعميق النقاش حول الرؤية الملكية، وما تتيحه من فرص استراتيجية لتنمية الجنوب المغربي، وتعزيز انفتاح المملكة على عمقها الإفريقي الأطلسي، في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة التي تعرفها منطقة الساحل والصحراء.

اترك رد