الي متى الفساد الدبلوماسي؟؟
بقلم: محمد احمد السماني (•)
حديث بلا قيود
لقد شاءت الأقدار أن أطلع على أحد الملفات الذي عايشت بعض مراحله وأحداثه.
أول ما لفت انتباهي قبل كل شيء هو كيفية عرض الأمور، بدون تجرد، بل بالتشكيك في الوقائع، وكأنها لم تحدث، مع التأكيد أن كل ما صدر مخالف للواقع، ويأتي التكييف وقلب الحقائق والافتراء والقذف والمس بشرف الأشخاص قصد إلحاق الضرر بهم، وكأن المشتكى بهم أو المدعى عليهم ليس لديهم من يدافع عنهم، ويمكنه أن يدحض كل الأكاذيب بالحجة والبيان وإثبات الوقائع كما هي بدون لف أو دوران.
قلت في نفسي هل في دبلوماسيتنا ورجال السياسة ونخبنا ومثقفينا وكفاءاتنا مثل هذه الفئات من البشر التي تقلب الحقائق وتبرع في خلق التقنيات لتسويد الأبيض وتبيض الأسود طمعا في الربح والمال…؟
أليس المفروض في الدبلوماسي والسياسي والنخب التوجيه والإصلاح وتقويم الاعوجاجات ..؟ ألهذا المستوى ابتعدنا عن القيم وصرنا لا نبحث إلا عن مصالحنا الخاصة الضيقة وراحتنا ولا يهمنا الآخرين…؟
أغلب الدبلوماسين والسياسين والنخب همها تحصين مواقعها والبحث عن المكاسب والامتيازات والربح. من المؤسف أن نحيى إلى زمن ضاعت فيه النزاهة وقل فيه الإيمان وتضاءلت فيه الاستقامة.
إن ما عزمنا عليه من خلال كتابتنا ونشر مقالات للمعرفة وليس للضرب تحت الحزام كم يزعم البعض لايوجد تصفية حسابات.
الاتهامات مستمرة متي سوف يتوقف هؤلاء عن العبث والتركيز في عملهم؟
لماذا يرفض الدبلوماسي المعلوم ارسال خطاب الي جهة رسمية في الدولة ؟
وبطريقة استهزاء لم يعطي قيمة لي او لي قيمة الشخص المرسل له الخطاب هذا يدل علي الضعف في العمل الدبلوماسي لهذا الشخص هل يعلم انني في الفترة القادمة سوف احضر خطاب اخر وهل سوف يرفض مجدد؟؟
العمل الدبلوماسي فقد قيمته عندما اتي أمثال هؤلاء الي متي سوف يستمر العبث.
إصلاح الأوضاع وتعديل المفاهيم ومحاربة الفساد، والمحسوبية ربّما لم نوفق، لذلك يجب علينا أن نجتهد ونكد ونبحث عن أسلوب أجدى وأنفع، وليس علينا أن نتوقف عن السير رغم كون الطريق شائك..؟ ليس علينا أن نتوقف لان الخالق يقول >لا يضركم من ضل إذا اهتديتم< ويقول سبحانه >ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء<.
قلت في نفسي إن بعض الدبلوماسيين والسياسيين والمثقفين والاعلامين ـ منعدمي الضمير ـ لأن الكاتب الفرنسي يقول >علم بلا ضمير خراب للنفس<، يدمرون، عن قصد أو غير قصد، ما بناه المومنون الصادقون ويفسدون الأجيال بسلوكهم المنحرف ويهدمون أرْكان الأمة باتباعهم أهواءهم، إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، لا يحكـّمون العقل لأن عقولهم محجوبة الأعين والقلوب تكسوها الغشاوة، لذلك نقول
لا تيأسوا وتشبثوا بالصدق والحق والعدل والاحسان والاخلاص والتقى، تغلبوا الأباطيل وتقضوا على الأساطير، ولكل واحد منكم أقول ما قاله الشاعر الفيلسوف المهدي بن عبود.
وكن ثابت الايمان بالحق واثقا
وأعرض عن الأقوال واللغو نائيا
(•) باحث في الديبلوماسية الموازية