بمناسبة عيد العرش: المغرب .. إقلاع تنموي لا تراجع عنه

بقلم: عمر المصادي

يخلد الشعب المغربي، في كل سنة، مناسبة عيد العرش المجيد، التي تجسد أسمى معاني الوفاء والإرتباط العميق بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الوفي، وهي لحظة وطنية مميزة نستحضر من خلالها ما تحقق من منجزات في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ونتطلع إلى آفاق أرحب من التنمية والنهضة.
منذ تولي جلالة الملك محمد السادس العرش سنة 1999، والمغرب يسير بخطى واثقة نحو التحديث والإقلاع الشامل في مختلف المجالات، وقد برزت خلال هذه السنوات رؤية ملكية واضحة المعالم، هدفها إرساء تنمية مستدامة وشاملة، تجعل من المواطن محور السياسات العمومية، وتحقق العدالة الإجتماعية والمجالية.
ومن أبرز المحطات في هذا المسار، إطلاق النموذج التنموي الجديد، الذي يشكل تحولا استراتيجيا في طريقة التفكير والتخطيط لمستقبل البلاد، هذا النموذج لا يقتصر على الأرقام والمشاريع، بل هو تصور شامل يراد به بناء مغرب مزدهر، يؤمن بالكفاءات، ويعزز الرأسمال البشري، ويراهن على الإبداع والإبتكار.
لقد شهد المغرب، في إطار هذا الإقلاع التنموي، إنجازات كبيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
– تطوير البنيات التحتية الكبرى (الطرق السيارة، الموانئ، السكك الحديدية، القطار فائق السرعة “البراق”).
– ريادة قارية في مجال الطاقات المتجددة، من خلال مشاريع كبرى كمحطة نور بورزازات.
– دعم الإقتصاد الرقمي والصناعة والإبتكار.
– تعزيز الحماية الإجتماعية، وإطلاق ورش تعميم التغطية الصحية.
– توسيع فرص التعليم والتكوين والتشغيل، خاصة لفائدة الشباب والنساء.
ولا يمكن الحديث عن الإقلاع التنموي دون التأكيد على أهمية الرأسمال البشري، باعتباره الثروة الحقيقية لأي أمة، وقد جعلت التوجيهات الملكية السامية من الإستثمار في الإنسان المغربي أولوية وطنية، من خلال تحسين جودة التعليم، وتطوير التكوين المهني، وتحفيز الكفاءات على الإبتكار والمبادرة. فالرأسمال البشري هو محرك التنمية، وضامن استدامتها.
غير أن هذا المسار، رغم إنجازاته، لا يخلو من تحديات: تفاوتات اجتماعية، بطالة، اختلالات في توزيع الفرص، وهي إكراهات تعيها الدولة جيدا، وتعمل على تجاوزها بإصلاحات هيكلية، وبرامج تنموية ميدانية، تستند إلى المقاربة التشاركية والمسؤولية الجماعية.
وخلال احتفالنا بعيد العرش المجيد، ندرك أن الإقلاع التنموي الذي يشهده المغرب لا يمكن أن يكتب له النجاح إلا من خلال الإستثمار في الرأسمال البشري، وتحقيق العدالة المجالية، وتوفير بيئة تحفز الكفاءات الوطنية على العطاء والإبداع.
فالمغرب اختار طريق المستقبل، والمواطن المغربي هو قلب هذا المشروع التنموي، وفاعله الأول.
إنه إقلاع تنموي لا تراجع عنه، بل هو مسار وطني مستمر، يبنى بالإرادة، بالثقة، وبالعمل الميداني.
تحت شعار “الله – الوطن – الملك”.

اترك رد