فلسطين اليوم بكل صدق وصراحة..

بقلم: يونس فنيش
القدس. المسجد الأقصى. الشعوب المسلمة تتحرك من أجلهما. لا أحد ينكر في قرارة نفسه أن أسطورة غزة المقاومة مساندة عسكريا و مؤقتا من طرف “حزب الله” الشيعي و إيران الشيعية. و لا أحد ينكر المساندة السنية و خاصة من المغرب لغزة كلما احتاجت لمساعدات طبية أو غذائية أو من أجل البنية التحتية. و الحال أن الكل يساند في قرارة نفسه غزة و الغزاويين بلا قيد و لا شروط مادام الصهاينة يكيدون كيدا لفلسطين.

لقد أعلنت أمريكا كما بعض حلفائها منظمة “حماس” إرهابية، ولذلك لن تقول الشعوب المسلمة، على العموم، بأنها تساند “حماس” بل تقول بأنها تساند فلسطين حتى لا تكون تحت طائلة المنع، و ستظل تساند غزة وفلسطين من أجل القدس والمسجد الأقصى. فهل سيفهم العالم الأممي أن قضية القدس لا يمكن تجاوزها أبدا مهما فعلت حكومات الغرب واستخرجت من قوانين من جانب واحد تخدم مصالح “إسرائيل” مهما اقترفت من مذابح و مجازر؟

الشعوب هي من تحكم في جميع الأحوال، إلى حد ما، في ما يتعلق بالقضايا الجوهرية سواء كانت تنتمي لدول ديمقراطية أو غير ديمقراطية. والشعوب تقول بأن القدس خط أحمر و بأن لابد من فلسطين حرة. و هنا انتهى الكلام فعلا. لأن مهما فعلت إسرائيل، من قتل وسفك دماء وإبادة جماعية، فهي أمام قضية المسلمين و ليس فقط قضية الفلسطينيين، لأن الشعوب المسلمة في كل بقاع العالم فلسطنيون بالفطرة من أجل القدس، من أجل المسجد الأقصى… فهلا فهم العالم الأممي؟ طيب.

الحال أن “حزب الله” شيعي، وإيران شيعية، و القوى العظمى في الغرب تخشى السنة، رغم “ضعفها”، أكثر من الشيعة “القوية”، نسبيا، وهذا موضوع آخر تماما…

وأما الشعوب المسلمة السنية، فهي تعي تمام الوعي بأن في حالة انتصار الشيعة على المدى المتوسط عبر غزة “حماس”، وهذا شيء وارد موضوعيا، فهذا يعني أنها قد تتولى أمر القدس و المسجد الأقصى، و لكنها شعوب تساند حماس السنية، رغم دعمها عسكريا من طرف الشيعة وذلك ضدا في دولة إسرائيل الصهيونية العنصرية، قاتلة الأطفال بوحشية لم يسبق لها مثيلا في التاريخ، ولو اقتضى الأمر، في ما بعد، التفاوض مع الشيعة، و علما أيضا أن تركيا، حيث الدولة العلمانية ولكن حيث الشعب المسلم السني، هي أيضا متهمة بمساعدة المقاومة في غزة إن بصفة مباشرة أو غير مباشرة، مما يقوي صف السنة على المدى المتوسط، يعني بعد انتهاء الحرب العدوانية الخاسرة على غزة فلسطين المقاومة التي لا تساوم.

وأما لو قرر أو نجح الغرب في التسبب في حرب عالمية لن تستثني روسيا و الصين و كوريا الشمالية، عبر بوابة غزة، فلا شيء سيتغير لأن الدمار سيشمل الجميع بلا استثناء، و لما ستهدأ الأمور، مهما طال الزمن نسبيا، سينتفض المسلمون مرة أخرى من أجل القدس، من أجل المسجد الأقصى، و ستكون الأمور ميسرة لهم في نيل حقهم، لأن الدول الغربية ستكون متعبة جدا، اقتصاديا وسياسيا، ولن تجد بدا للتخلي عن دولة “إسرائيل” الطاغية استجابة لشعوبها المرهقة من جراء اتباع أهواء “إسرائيل” الدولة المصطنعة وقد يتم ذلك حتى في حالة تجنب حرب عالمية مدمرة.

كلها أمور من الحكمة أخدها بعين الإعتبار من طرف الدبلوماسيين، لكل غاية مفيدة، و لو كانت مجرد رأي من طرف مواطن بسيط، من أجل النجاح في تحقيق هدنة و إيقاف إطلاق النار. و الله أعلم. و تحية للمغرب والمغاربة.

اترك رد