يحلّ مسعد بولص، المستشار الأول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالمغرب خلال الساعات القليلة المقبلة، في زيارة عمل رفيعة المستوى إلى العاصمة الرباط، تعكس الدينامية المتجددة التي تعرفها العلاقات المغربية الأمريكية القائمة على شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد.
ومن المرتقب أن يلتقي بولص بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، للتباحث حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب بحث سبل تعزيز الشراكة الثنائية في مجالات الأمن، والاستثمار، والتنمية المستدامة.
وتأتي هذه الزيارة في سياق دولي حساس، يتسم بتحديات أمنية في منطقة الساحل والصحراء، وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، ما يضفي على اللقاءات المرتقبة بعدًا استراتيجيًا يتجاوز الأجندة الثنائية.
ويُعد مسعد بولص من أبرز مستشاري الإدارة الأمريكية، خاصة في ما يتعلق برسم السياسات تجاه العالم العربي وإفريقيا، ما يمنح زيارته للمغرب أهمية سياسية خاصة، تعكس المكانة التي يحظى بها المغرب كشريك موثوق لواشنطن في المنطقة.
وتندرج محطة الرباط ضمن جولة إقليمية شملت عددًا من العواصم الإفريقية، من بينها كينشاسا وكيغالي ونيروبي، ثم تونس وطرابلس والجزائر. وقد ركز بولص خلال هذه الجولة على ملفات السلام والاستثمار والتعاون الأمني، في إطار سياسة أمريكية جديدة تراهن على تفعيل الشراكات الاقتصادية وتعزيز الاستقرار الإقليمي عبر دعم محاور معتدلة وفاعلة، يُعد المغرب من أبرزها في شمال إفريقيا.
ويُعتبر المغرب المحطة الختامية لهذه الجولة، ما يعكس أهمية الدور الاستراتيجي الذي تضطلع به الرباط في سياسة الولايات المتحدة تجاه شمال إفريقيا والقارة الإفريقية بشكل عام.